أخباردوليسياسة

تعزيز التعاون المغربي الإثيوبي: بوابة جديدة لسحب الاعتراف بالبوليساريو؟

هيئة التحرير

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، شهدت الرباط لقاءً هامًا بين الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي، عبد اللطيف لوديي، ورئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبي، الماريشال برهانو غولا جيلالشا، وذلك يوم 26 غشت 2024.

الهدف من اللقاء كان تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ما يفتح الباب أمام شراكة استراتيجية قد تسهم في إعادة تشكيل ديناميكيات السياسة الإفريقية.

التقارب المغربي الإثيوبي يأتي في وقت تعالت فيه أصوات غير رسمية في مصر، واصفة هذا التقارب بأنه “غير مفهوم”. إلا أن تطور العلاقات بين المغرب وإثيوبيا يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وإعادة توجيه بوصلة العلاقات المغربية نحو شرق القارة الإفريقية.

تعتبر الشراكة العسكرية بين المغرب وإثيوبيا، التي يمكن وصفها بأنها نقلة نوعية، جزءًا من استراتيجية المغرب لتوسيع تحالفاته وتنوع شركائه في القارة.

فبعد عقود من التركيز على الشراكات في غرب إفريقيا، يسعى المغرب الآن لاقتحام فضاءات جديدة في إفريقيا الوسطى والشرقية، هذا التحرك يأتي في وقت يشهد فيه موقف إثيوبيا من قضية الصحراء المغربية تحولًا ملحوظا، قد يمهد لسحب اعتراف أديس أبابا بالبوليساريو، وهو الاعتراف الذي تأسس خلال فترة الحكم الشيوعي في عام 1979.

التحركات المغربية الأخيرة تؤكد تبني الرباط سياسة خارجية ديناميكية، تستهدف تعزيز وجودها ونفوذها في القارة الإفريقية.

هذه الاستراتيجية الجديدة تقوم على خلق شبكة من التحالفات القوية، وتبادل المصالح الاقتصادية والأمنية، ما يساهم في تعزيز موقف المغرب إقليميا ودوليا. وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت المغرب لاعبًا رئيسيا في السياسة الإفريقية، خاصة في ظل تباطؤ الدعم الإثيوبي التقليدي للبوليساريو، وتحول اهتمام أديس أبابا نحو شراكات أكثر فاعلية وجدوى.

من المتوقع أن يكون لهذا التقارب أثر كبير على العلاقات المغربية الإفريقية، وعلى موقف الدول الإفريقية من قضية الصحراء المغربية، فالتحركات الدبلوماسية المغربية الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري مع دول مثل إثيوبيا، تؤكد أن الرباط ماضية في تعزيز موقعها كقوة إقليمية ذات تأثير متزايد في القارة.

في هذا السياق، تظل المسألة الأساسية هي مدى تأثير هذا التعاون على موقف إثيوبيا من قضية الصحراء، وما إذا كان سيسهم في تعزيز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وسحب اعترافات الكيانات الإفريقية الأخرى بالبوليساريو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock