نزيهة مشيش//مديرة مكتب إقليم بركان.
احتفاء باليوم العالمي للمتاحف، والذي يصادف يوم 18 ماي من كل سنة، نظمت جمعية حماية اللقالق البيضاء ببركان يوما مفتوحا بمتحفها البيئي والذي يضم عددا كبيرا من الطيور والحيوانات المحنطة، كما عددا من الأحجار والتحف النادرة..
عن تاريخ الجمعية يقول رئيسها السيد عبدالرحمن شملالي أن الفكرة ابتدأت بتأسيس ناد بيئي بثانوية القدس الإعدادية ببركان حيث كان يشتغل أواخر سنة 1999 بناء على مذكرة وزارية حثت على العمل على إنشاء أندية بيئية بمختلف المؤسسات التعليمية آنذاك. حصل النادي سنة 2002 على جائزة التشجيع من طرف مؤسسة محمد السادس للبيئة، وبعدها بسنة تحصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة، ليقرر بعدها “كوسطو بركان” -كما يلقبه الجميع- تأسيس جمعية حماية اللقالق البيضاء بداية سنة 2004 والتي لقت صدى واسعا داخل وخارج أرض الوطن.ليوقف ذ شملالي بعد ذلك الطابق الأرضي من منزل العائلة لإقامة متحف بمساهمته وأخواته وأفراد العائلة. وقد سبق لبرنامج “آمودو” أن زار المتحف ونوه بما يحويه من تنوع وثراء بيولوجي.
ذ. شملالي الذي تلقى تداريب عدة في المجال بدول أوربية عديدة، تحدث لنا عن مشروعه الجديد، وهو شريط بيئي يحمل إسم “أجنحة ملوية” والذي سيتم من خلاله التعريف بعدد من الطيور التي تجعل مصب ملوية محطة عبور لها، ويبين سلوكاتها، إضافة لتسليط الضوء على التنوع البيئي بملوية مع توثيق ارتسامات الباحثين والمهتمين. الموسيقى التصويرية للفيلم المشروع أسندت للشابان سلمى وجليل اليزيدى، عازفا آلة القانون، المقيمان بالديار البلجيكية، والذي حضرا أشغال هذا اليوم المفتوح رفقة والدتيها، كما شنفا أسماع الحاضرين بمقاطع موسيقية على آلة القانون راقت كل الزوار.
تحدث لنا ذ. شملالي أيضا عن مشروع فيلمه البيئي الثاني والذي يحمل إسم “وادي النسور”، والذي يتناول قصة نسر أنثى رصدت بمنطقة راس الما (إقليم الناضور) قادمة إليها من السينغال والتي أطلق عليها إسم “بوباكار”.
وفي سؤال عن حال اللقالق البيضاء التي تحج كل سنة لبركان، أكد ذ. شملالي أنها ليست بخير، وأن عددها في تناقص عاما بعد آخر لعدة أسباب على رأسها التغيرات المناخية وموجات الجفاف بالسنوات الأخيرة، كما الإعتداءات البشرية وتعرضها للصعق الكهربائي بطريق العودة، مؤكدا أن من بين كل أربعة لقالق مهاجرة، إثنان لا يعودان. داعيا لزيادة التأهيل الإيكولوجي بتثبيت وحدات إيكولوجية للقالق بالأماكن التي دأبت على العودة إليها كل سنة ببركان، كحديقة اللقلاق المتواجدة قرب مدارة “مرجان”.
الأستاذ حشاف الذي صادفناه بالمكان، والذي يشغل منصب عضو بجمعية النخلة للتضامن بالعيون الشرقية، أثنى في تدخله على الجمعية كما على المتحف الذي سبق أن نظم إليه زيارة خاصة لأكثر من ثلاثين طفلا يتيما من منخرطي الجمعية شهر مارس 2022، كما التمس من الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الثقافة والسلطات المحلية توفير مكان أوسع وأرحب لنقل كل ما يحويه متحف جمعية حماية اللقالق البيضاء إليه.
بنهاية اللقاء ، التمس ذ. شملالي من عامل الإقليم، السيد محمد علي حبوها، والذي سبق له زيارة المكان ، حيث أبدى إعجابه الشديد به والذي كان قد أشرف على إعطاء انطلاقة الفضاء الإيكولوجي للقالق شهر مارس 2021، أن يسرع بإعطاء الضوء الأخضر لتشييد المتحف البيئي لشعوب اللقالق، والذي تحديد وعائه العقاري وتصميمه في وقت سابق.