أخبارثقافة وفن

في سهرة الإفتتاح الرسمي المهرجان الوطني للفنون الشعبية يحتفي ببعض رواد الثراث اللا مادي

المصطفى الوداي

أجواء مدينة مراكش ملتهبة أصلا بفعل حرارة فصل الصيف وازدادت لهيبا مع الأجواء الإحتفالية للمهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته 54 تحت عنوان الثراث اللا مادي في حركة
فإن كانت حرارة فصل الصيف أشد وقعا على المراكشيين اللذين ويجبروهم على الإختباء والدخول الى منازلهم الى حين تلطيف الأجواء مساء
فإن لهيب المهرجان الوطني للفنون الشعبية أخرج المراكشيين من بيوتهم الى الشوارع و كان بردا وسلاما على سكان مدينة مراكش، لأنه أضفى جوا مليئا بالبهجة والإنشراح مع التفاعل الإيجابي مع إيقاعات المجموعات الشعبية المتنوعة والتي تستعرض رقصاتها، وأدائها الغينائي المرفوق بصيحات نابعة من تغريدات الزغاريت ونبرات الحنجرات ، مع تنوع في الزي والإيقاع والأداء
مع تنظيم محكم لكل مجموعة يقودها قائد أو ما يصطلح عليه ( الرايس) أو مايسترو الذي يراقب ويعطي إشارة الرقصة الجماعية، والفردية التي يكون مؤديها محددا سلفا، مع الدقة في مواويل وصيحات النساء ثم الرجال وفي بعض المجموعات يكون التناوب بين صوت ذكوري وآخر نسوي مصحوبا بزغاريد وترانيم
الجمهور الحاضر عاش التنوع في أداء المجموعات التي تنتمي الى المناطق الجبلية، والى السهول ، والى المدن والبوادي والقرى و لها دلالات رمزية، مع اختلاف في لهجات الأداء حسب المناطق
وتبقى المواضيع المعبر عنها من طرف المجموعات إما مرتبطة بالحب والغزال أو بالجمال، ومنها من يجسد نشاطا تمتاز به المنطقة كموسم الحصاد مثلا
ومنهم من يحكي قصص وروايات اشتهرت بها منطقة معينة.
ومن بين المجموعات التي خلقت جوا من المتعة على المنصات المخصصة بساحة الكركرات بحي المسيرة، وبالمنطقة السياحية بأكدال، نجد مجموعات اللاعبات، والطبالة والتقيتيقات، وأحواش حاحة، وتيديلي وضيوف المهرجان من المجموعات الإفريقية والصينية
إبداعات المجموعات الشعبية تواصلت أيضا على خشبة قصر البديع مع العروض التي قدمتها كل من مجموعات ، عيساوة، واكناوة مراكش، وأحواش ايمنتانوت وفرقة تسكسوين شيشاوة، وهيت تيسا بتونات، ، والحوزي لمراكش، وميزان هوارة، وعبيدات الرمى وادزم، وأقلال سيف زاكورة، وأحواش ورزازات، وايت حديدو املشيل، و الدقة المراكشية وفرق شعبية أخرى ، كانت أكثر متعة وامتاعا وتفاعل معها الجمهور الغفير الذي ملأ ارجاء قصر البديع في أمسية فنية جميلة ومتميزة،، زادها جمالا وتميزا لحظة الوفاء والإعتراف ببعض رواد الثراث اللامادي، المحتفى بهم ، وهم :
احمد أحباش عن مجموعة تسينت طاطا
ورقية الكدير عن أحواش ورزازات
وعبد الصمد الكسيس عن مجموعة كناوة مراكش
حيث قدم للمحتفى بهم تذكارات رمزية من قبل مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية، والمديرة الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل لجهة مراكش-اسفي
وممثل عن الجمهورية الشعبية الصينية المشاركة في المهرجان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock