سماح عقيق/ مكتب مراكش
في ليلة 23 غشت 2024، تحولت منطقة حيضرة التابعة لمدينة الفنيدق، شمال المغرب، إلى مسرح حي لإحياء تقليد تراثي عريق ومميز، وهو موسم “اللامة”، هذا الحدث الفلكلوري الأصيل يعكس عمق التقاليد والعادات المتوارثة في هذه المنطقة الجبلية الساحرة، حيث نظمت جمعية “الأحجار الثلاثة” الموسم بمشاركة شباب متطوعين من المنطقة، وبمساهمة أحد الشباب المغاربة المقيمين في فرنسا، وبدعم كبير من السلطات المحلية والجماعات الترابية المجاورة ومؤسسات اقتصادية .
تتميز فعاليات موسم “اللامة” بطابعها الفلكلوري الفريد، حيث تميزت بإحياء فنون موسيقية تقليدية. انطلقت فرقة “عساوة” التراثية، المكونة من أبناء المنطقة، لتصدح بالأهازيج والأنغام المحلية المتوارثة، مصحوبة بإيقاعات الطبول التي أسرّت قلوب الحضور. وسط هذه الأجواء التراثية، انضم وفد من طلبة المنطقة للرقص على وقع الطبول والأغاني الشعبية، مظهرين حماسة كبيرة وتفاعلاً مميزاً مع الفرقة الموسيقية.
شهد موسم “اللامة” لهذا العام حضورًا جماهيرياً كبيرًا، حيث توافد حوالي 1,000 شخص من السكان المحليين وضيوف من مناطق مختلفة، وكان على رأس الحضور السيد باشا مدينة الفنيدق، علاء البختي، الذي يُعرف بدعمه المستمر للمبادرات الثقافية والاجتماعية في المنطقة، كما حضر الحدث منتخبون محليون من هيئات سياسية متعددة، وممثلون عن الجماعات الترابية المجاورة مثل جماعة الفنيدق، المضيق، العليين، ومجلس عمالة المضيق الفنيدق، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الجمعويين المحليين.
اختتم هذا الموسم التراثي البهيج بتناول وليمة عشاء جماعية للحضور، كجزء أصيل من التقاليد المرتبطة بموسم “اللامة”، استمر الاحتفال حتى الساعة الثالثة فجرا ليعكس عمق الروابط الثقافية والاجتماعية لسكان هذه المنطقة الجبلية واعتزازهم بتراثهم.
حظي الحدث بإشادة واسعة من الحضور، الذين أثنوا على جمالية التنظيم والتزامه بالأصول التقليدية.
وأعربوا عن تقديرهم لهذه المبادرة التي تسعى إلى تعزيز وتثمين الفلكلور المحلي وضمان استمراريته كجزء من الهوية الثقافية الأصيلة لمنطقة جبالة، موسم “اللامة” بذلك يُعد إضافة قيمة للحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتعزيز الوعي بأهميته للأجيال القادمة.
