هيئة التحرير
شهد قطاع الطيران المغربي انتعاشاً قوياً في عام 2024، حيث سجلت صادرات القطاع زيادة ملحوظة بنسبة 17.3%، متجاوزة 21.86 مليار درهم في الأشهر العشرة الأولى من العام، وهو ما يفوق الرقم القياسي الذي تم تحقيقه في عام 2023 والذي بلغ 21.85 مليار درهم.
ويعكس هذا النمو الكبير الدور الاستراتيجي المتنامي للقطاع في الاقتصاد الوطني، كما يبرز مكانة المغرب كقاعدة إنتاج رئيسية في صناعة الطيران على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.
ويعود هذا النجاح إلى عدة عوامل، أبرزها الطلب العالمي المرتفع على منتجات القطاع، التي تشمل قطع الغيار والمعدات الكاملة التي تصنعها الشركات العالمية الكبرى مثل “بوينغ” و”إيرباص”.
كما شهدت السنة افتتاح العديد من المنشآت الإنتاجية الجديدة، منها مصانع لتصنيع محركات الطائرات، وهو ما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للابتكار والتميز في صناعة الطيران.
في هذا الصدد، تقول عفاف سعيدي، مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة بوزارة الصناعة والتجارة: “لقد أصبح المغرب بعد عشرين سنة من إطلاق أول مبادرة في هذا القطاع، المصدر الرئيسي للمعدات وقطع الغيار في إفريقيا، ويحتل المرتبة الخامسة عالمياً في هذا المجال.”
وأشارت سعيدي في تصريحات صحفية، إلى أن هذا الأداء النوعي يعكس ليس فقط قدرة القطاع على التكيف مع التحديات العالمية، بل أيضاً نجاحه في تعزيز الكفاءات المحلية والنسيج الصناعي الوطني.
وأضافت سعيدي أن القطاع يتجه نحو تسريع وتيرته، مع التركيز على الاستفادة من التحولات الرقمية والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى استمرار تحسين جودة الإنتاج من خلال الاستثمار في التكوين والبحث والتطوير.
وأكدت أن المغرب يواصل تعزيز سيادته الصناعية ويسعى لجذب المزيد من الاستثمارات الجديدة في هذا المجال، مما يفتح آفاقاً واعدة للقطاع في المستقبل.
وفي سياق متصل، أكدت سعيدي أن قطاع الطيران في المغرب يواصل تحقّق طفرة نوعية على صعيد المهارات والتكوين، مشيرة إلى أن حوالي 35,000 شخص يعملون في القطاع، كما أن المغرب يسعى لتوسيع هذه الشبكة، من خلال خلق فرص عمل جديدة تستقطب الشباب المغربي المؤهل.
وذكرت أن العديد من الشركات المغربية تتعاون مع الشركات الدولية، مما يعزز التصنيع المحلي ويساهم في نقل التكنولوجيا.