
سماح عقيق/ مكتب مراكش
أُعطيت، الاثنين في مراكش، إشارة الانطلاق للدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا”، الذي يُعد أبرز تظاهرة للتكنولوجيا وريادة الأعمال في القارة، وسط حضور دولي وازن ودعوات مغربية إلى بناء نموذج رقمي إفريقي مستقل ومسؤول.
وفي كلمة مسجّلة عُرضت خلال حفل الافتتاح، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن المملكة “تنخرط بفعالية كبرى في المنتديات الدولية، للترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي وشمولي، يحترم حقوق الإنسان، ويحمي سرية المعلومات، ويخدم الصالح العام”.
وقال أخنوش إن التحولات الرقمية الجارية “تفرض علينا التفكير الجماعي في آليات حماية منظوماتنا من الهجمات السيبرانية”، مشددا على أن إفريقيا “لم تعد تقبل أن تكون مجرد حقل تجارب، بل يجب أن تصبح فاعلا ومقررا في مستقبل التكنولوجيا”.
ويُقام المعرض تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وتنظمه وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، ويجمع نحو 45 ألف مشارك و1.400 عارض يمثلون أكثر من 130 بلداً.
وتشمل هذه النسخة، الممتدة إلى غاية 16 أبريل، سلسلة من الندوات والمنتديات القطاعية، من بينها “قمة مستقبل الربط في إفريقيا”، التي تناقش توسيع شبكات النطاق العريض، واعتماد الجيل الخامس، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
ويتوخى المغرب من هذا الحدث تأكيد موقعه كمنصة إفريقية للابتكار، وفق ما أوضحه رئيس الحكومة الذي استعرض ملامح استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، مشيرا إلى أنها ترتكز على خلق إدارة رقمية في خدمة المواطن، واقتصاد رقمي محفز للثروة والابتكار.
وأضاف أن المملكة “أطلقت إصلاحات لتحفيز الاستثمار الرقمي، وتأهيل الرأس المال البشري، وتسهيل ولوج المقاولات الناشئة إلى الصفقات العمومية”، معتبرا أن هذه الدينامية “تُترجم رؤية واضحة لبناء سيادة رقمية إفريقية تقوم على التعاون والاندماج”.
وتُخصص دورة هذه السنة أيضاً لإبراز قطاعات صاعدة مثل التعليم الرقمي، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا الصحية، كما تشهد إطلاق “استوديو الجالية الإفريقية بالعالم”، كمبادرة لربط كفاءات القارة المنتشرة عبر العالم بمنظوماتها الرقمية المحلية.
وختم أخنوش مداخلته بالتأكيد على أن “معرض جيتكس إفريقيا يشكل مساحة حيوية لتقاسم الخبرات، وتوطيد الروابط، وتثبيت التكنولوجيا كأداة للتحرر وبناء مستقبل سيادي للقارة الإفريقية”.