
عبد الإله بلفقيه / مكتب سيدي قاسم
يجسد عيد الشغل، الذي يصادف في كل بقاع المعمور فاتح ماي من كل سنة، مناسبة تحتفي فيها الشغيلة المغربية عامة و بمدينة و إقليم سيدي قاسم خصوصا بنفسها، و تؤكد إنخراطها الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة، كما يشكل هذا اليوم فرصة للوقوف عن كثب للخروج بخلاصة واقعية صحيحة محايدة لواقع حال هذه الفئة بغية تثمين المكتسبات وتجويدها في أفق تحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية.
و يحل فاتح ماي لهذه السنة في كنف ظرفية إقتصادية صعبة تتجلى في إرتفاع نسبة التضخم ومعها أسعار المواد الاستهلاكية، و هو ما إنعكس سلبا بشكل ملموس على القدرة الشرائية للمواطنين و بالتالي الأسر وخاصة على ذوي الدخل المحدود و ما يفتئ بالتالي ينخر أجساد الأسر المغربية و القاسمية بشكل خاص خصوصا مع معدلات البطالة الكبيرة بالمدينة و الإقليم و شح إن لم نقل إنعدام فرص الشغل خصوصا في صفوف الشباب الذي نلحظه تائها بين مطرقة البطالة والحاجة و سندان الضغط الإجتماعي و النفسي و شبح المخدرات و الإدمان..
إذن و كسائر مدن العالم و المدن المغربية إكتست مدينة سيدي قاسم اليوم بحلة ألوان الأطياف النقابية والعمالية المعروفة؛ حيث تجمهر المئات إن لم نقل الآلاف من الطبقة العاملة القاسمية حاملين ألوان و شعارات أطيافهم النقابية و كذا لافتات و شعارات منذ ساعات الصباح الأولى.ش
و قد شهدت مدينة سيدي قاسم تنظيم مسيرات لكل النقابات من الإتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، و الإتحاد المغربي للشغل المحلي، ونقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، حيث جابت هذه المسيرات المتفرقة أهم الشوارع الرئيسية للمدينة مرورا بالشارع الرئيسي محمد الخامس.
و قد رفعت فيها شعارات، و هي نفس الشعارات الأساسية التي تتكرر كل سنة التي لاتزال معلقة: كالرفع من الأجور و خلق فرص الشغل بالمدينة و الإقليم و النقص من ساعات العمل.
وبعدما ألقت نفس الوجوه “النقابية” المعروفة عبر مكبرات الصوت كلمات بالمناسبة، تم التقاط صور للذكرى خلالها، في حضور لقطاعات حيوية كالتعليم والصحة، إضافة إلى حضور تمثيلية عمال القطاع الخاص، وأرباب سيارات الأجرة وأصحاب النقل المزدوج و غيرها.
و عموما فقد مرت هذه الإحتفالات الإحتجاجية في جو مفعم بالمسؤولية، وبمتابعة وتنظيم أمني محكم تحت قيادة و إشراف السيد “يوسف جمال” الرئيس الإقليمي للأمن الوطني بسيدي قاسم و باقي عناصر الجهاز الأمني بمختلف رتبهم، مما هيأ كل الشروط لكي تحتفل الطبقة العاملة في سيدي قاسم بعيدها الأممي بشكل عادي.
كما شهد هذا اليوم الاحتفالي الاحتجاجي الهام، سيرا عاديا روتينيا لكل مرافق المدينة، وحركة عادية في وسائل النقل والمقاهي والمتاجر و غيرها.