أخبارثقافة وفن

الملحفة” و”الكندورة” ليستا ملكا للجزائر .. اليونيسكو تنتصر مجددا للمغرب

سماح عقيق / مكتب مراكش

تلقت الجزائر صفعة جديدة من منظمة اليونيسكو، التي رفضت طلبها لتسجيل “الملحفة” و”الكندورة” كتراث جزائري حصري مشيرة بوضوح إلى أن هذه الأزياء تمثل موروثا مشتركا بين دول شمال إفريقيا.

وأظهر القرار الذي جاء بعد تحقيق معمق، مجددا محاولات النظام الجزائري المستمرة لنسب عناصر من التراث المغربي، في خطوة تكشف أزمة هوية عميقة ومحاولات مستميتة لتزييف الحقائق التاريخية.

ولم يكن رفض اليونيسكو مجرد قرار تقني، بل جاء كرسالة واضحة مفادها أن التراث الثقافي لا يمكن تزويره أو احتكاره.

المنظمة اعترفت بأن المهارات التقليدية المتعلقة بصناعة “الملحفة” و”الكندورة” ليست حكرا على الجزائر، بل تمارس في مختلف دول شمال إفريقيا، مما يضع النظام الجزائري في موقف محرج أمام العالم.

وهذه الهزيمة ليست الأولى من نوعها، ففي وقت سابق حاولت الجزائر تسجيل “القفطان” كجزء من تراثها الثقافي، إلا أن اعتراض المغرب مدعوما بأدلة تاريخية دامغة أجبر اليونيسكو على إلغاء تسجيله لصالح الجزائر، مؤكدة أنه جزء من التراث المغربي.

ولم تقتصر المحاولات الجزائرية على الأزياء فقط، بل امتدت إلى الزليج، المطبخ المغربي، وحتى الموسيقى، في محاولات يائسة لتقليد ما لا يمكن امتلاكه.

النظام الجزائري، جعل من السطو على التراث المغربي جزءا من استراتيجيته الدعائية.

ودأبت وسائل الإعلام الجزائرية، المدعومة رسميا، على نشر ادعاءات واهية حول أصول مغربية واضحة لأطباق مثل الطاجين والكسكس، وحتى لفن الزليج الذي يزين القصور المغربية منذ قرون.

وليست هذه المحاولات مجرد تحركات ثقافية بل تعكس أزمة هوية وطنية، فالجزائر التي تعاني من غياب رؤية واضحة لبناء ثقافتها الخاصة، اختارت مسار السطو على التراث المغربي في محاولة لملء هذا الفراغ.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود تصطدم دائما بجدار الحقيقة المدعوم بوثائق تاريخية وشهادات دولية، ما يجعل كل محاولاتها بلا جدوى.

من جهته، يواصل المغرب الدفاع عن تراثه الثقافي بوسائل دبلوماسية وحضارية، ففي كل مواجهة ثقافية، تمكن المغرب من إثبات ملكيته لعناصر التراث عبر تاريخ موثق يمتد لقرون.

من القفطان إلى الزليج، ومن المطبخ إلى الموسيقى، يظل المغرب نموذجا للتنوع الثقافي الذي يعكس عمق حضارته.

محاولات الجزائر الأخيرة لن تكون الأخيرة، لكنها بلا شك تعكس إفلاساً ثقافيا ودبلوماسيا متزايداً، ومع كل صفعة تتلقاها الجزائر في هذا السياق، يتأكد العالم أن التراث المغربي ليس مجرد هوية ثقافية، بل حصن يصعب اختراقه، حتى بأكثر الحملات تضليلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock