تقنية الفار VAR ..سلبية أم إيجابية في منظومة التحكيم؟؟
عبد اللطيف شعباني
لقد كانت تقنية الفار VAR ثورة تحكيمية في مباريات كرة القدم، بعدما تنامت الاحتجاجات على حكام داخل رقعة الميادين،بل ألغيت أهداف حقيقية بعدما تجاوزت خط المرمى؛كان هدف نهضة بركان ضد الزمالك المصري واحدا من الأهداف التي أثارت الجدل، بعدما تدخلت المخرجة المصرية في التلفزيون المصري وحجبت الرؤية،ولم يحسب الهدف، إضافة إلى أهداف سجلت او رفضت بسبب التسلل المشروع من عدمه. ولعل هدف الوداد البيضاوي ضد الترجي التونسي سيظل شاهدا على الظلم التحكيمي في القارة الإفريقية ، إضافة إلى أهداف أخرى وضربات جزاء؛ لم تكن تقنية الفار عادلة للفرق ،بل ظالمة لعدة عوامل أساسية .
إذن يمكن الجزم بأن هناك 4 عوامل ساهمت في هذا الجدل التحكيمي في تقنية VAR ، وهي جودة الكاميرات، وإنتماءات الفنيين الذين يخدمون تقييم التقنية، وإختلاف المعايير في نفس الأخطاء من مباراة لأخرى، وأخيرا تضخيم الخطأ ، مما يؤدي إلى إحتساب أخطاء لم تكن تحتسب في الماضي قبل تطبيق التقنية.
1. جودة الكاميرات
الأصل في عمل تقنية “الفار” هي الصورة القادمة من الكاميرات إلى غرفة الفار، وكلما كانت الصورة واضحة وكلما زاد عدد الكاميرات لتغطية زوايا أكبر من الملعب، كلما كانت الرؤية أوضح، لذلك أصبحت أوروبا تعتمد على كاميرات خاصة بالفار، بعيدا عن كاميرات التليفزيون، ويتم تركيبها في أماكن محددة بالتقنية سواء أكانت الكاميرا في منتصف الملعب، أو الكاميرا المنخفضة من منتصف الملعب، أو كاميرا التسلل على خط منطقة الجزاء وكذلك الكاميرات خلف حراس المرمى ، وفي مدرجات الدرجة الثالثة للتغطية العكسية للملعب ، وبذلك حققوا عنصرين: الأول هو الرؤية المتميزة من مختلف الزوايا، والثاني هو الإبتعاد عن كاميرات التليفزيون المعتادة التي قد تتأثر بالإنتماءات.
2. إنتماء الحكام والفنيين:
يشكل إنتماء الفنيين وحكام التفنية الذي يؤثر على قراراهم في المواقف المختلفة عاملا مهما من عوامل التأثير في تلك التقنية ، وكانت الإنتماءات تتدخل في الماضي بشكل أقل كثيرا مما يحدث الآن ، حيث أصبح لكل مخرج أو فني إنتماء يحاول من خلاله إظهار الخطأ للفريق الذي يشجعه، أو إخفائه للفريق المنافس.
3. إختلاف المعايير
يعتبر إختلاف المعايير أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الفار VAR الآن، فهناك خطأ مثلا يحتسب هنا ضربة جزاء، وفي مباراة أخرى لا يحتسب، وفي مباراة يقرر الحكم إظهار البطاقة الحمراء للاعب لخطأ يستحق الطرد، وفي مباراة أخرى لا يحتسب نفس الخطأ وبنفس الحدة طردا.
4. تضخيم الخطأ
تتسبب تقنية VAR في تضخيم الخطأ في بعض الإصطدامات ، وبخاصة في الكرات التي تحتسب ضربات جزاء، وهو الأمر الذي أدركه حكام أوروبا جيدا، بأن كرة القدم لعبة تحدث بها الكثير من الإلتحامات.
تسببت هذه العوامل في حرمان فرق وطنية من التأهل في المنافسات القارية ، ومكنت فرق أخرى من تحقيق الفوز بغير عدل ، مما يتوجب التفكير في إصلاح منظومة التحكيم لما فيه مصلحة كرة القدم.