تنظر بعينين بريئتين، وكأنها تستعطف مدرسها بأن يرثي لحالها
عمراني بنعبد الرحمان// مكتب فݣيݣ
تم تداول فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مأساة تلميذة امام جهل أستاذها هذا الاستاذ او المعلم الذي لا ينطبق عليه اسم معلم أنه تمادى في تسلطه وغيه منتشيا بعدم قدرتها على رسم رقم « 5 » في السبورة بشكل سليم. ذلك أنه بدل التدخل بحس تربوي هادف والأخذ بيدها ودفعها نحو انطلاقة صحيحة تزرع في نفسها بذور الأمل، استمر للأسف الشديد في التشهير بضعفها وهو يأمرها بمواصلة خربشاتها: « زيدي أبنتي… الرضا » ويلتفت إلى زملائها » شفتو كيفاش تاتكتب خمسة؟ » ثم يخاطبها من جديد: « كملي أبنتي مازال ماسالتيش.. كملي » ووسط تعالي ضحك التلاميذ، يصر على المزيد من اضطهادها بلا رحمة: « زيدي أبنتي، طلعي شوية، هادو دروج؟ …هادي خمسة ولا خنشة؟ خنشة ديال الفاخر.. تاتضحكي.. ويلي ويلي على الزين.. هاداك راه سلك معوج » ترى من أين يتسلل مثل هؤلاء إلى حقل التربية والتعليم؟ وأين نحن من قول أمير الشعراء:
قم للمعلم وفه التبجيلا،،،،،،، كاد المعلم أن يكون رسولا
إن المدرسة لم تكن يوما فضاء لصنع الفرجة المذلة للإنسان والحاطة من كرامته، ولا كانت مصنعا تافها لإنتاج أشرطة فيديو تثير الاستياء، بل هي مشتل لاستنبات العقول النيرة، لما تلعبه من أدوار طلائعية في حياة الأطفال ومؤازرة أسرهم على حسن إعدادهم للمستقبل، عبر مجموعة من التعلمات والخبرات والمعارف، التي من شأنها تنمية شخصياتهم وتطوير مهاراته و مواهبهم، تصحيح أخطائهم وتعزيز مكتسباتهم في أجواء تربوية طبيعية، تساهم في تأهيلهم إلى ولوج معترك الحياة مسلحين بعتاد العلم والمعرفة. اما هذا الفعل المشين لا ينطبق على أسرة التعليم
هناك بيداغوجيا الخطأ..فمن حق المتعلم أن يخطيء..