السعيدية: بين لجراف، نقطة الضوء الأخيرة بين المغاربة والجزائريين
نزيهة مشيش// مكتب السعيدية
لطالما شكلت منطقة بين لجراف الحدودية بمدخل مدينة السعيدية نقطة التقاء وتبادل التحايا بين الشعبين الجزائري والمغربي.
لا يمكن للزائر لمدينة السعيدية أن يلجها دون أن يتوقف بمنطقة بين لجراف. هنا تذوب كل السياسات والصراعات.. مغاربة يلوحون، وجزائريون يردون. أحاديث من الجانبين بصوت عال تردده جبال المنطقة، وكأنها تدعو الجيران لأن يعلوا الصوت أكثر عله يصل آذان الحكام الصماء.
لا يمكن بكل حال من الأحوال لزائر المكان من الجهتين ألا يأخذ صورة “سيلفي” للذكرى، بخلفية تحمل علم الجار. منطقة بين لجراف الحدودية دائما ما كانت توثق للحب المتبادل للجيران عند كل خطب جلل، وبخاصة عند كل إنجاز كروي . فعندما فازت الجزائر بكأس إفريقيا للأمم سنة 2019 شهد المكان احتفالات كبرى من الجهتين، فقد حج المئات من المغاربة للمكان، مدججين بعلمي البلدين في لحمة عربية قل نظيرها، واستمرت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من الليل. الشيء نفسه شهده المكان نهاية السنة التي ودعناها غداة تحقيق المنتخب الوطني المغربي لإنجازه التاريخي بكأس العالم بقطر، واحتلاله المركز الرابع بالمنافسة العالمية. فرغم المنع الذي طال المحتفلين من الجهتين، إلا أنهم أبوا إلا أن يتحدوا كل العوائق كعادتهم، ويحتفلون معا ولسان حالهم يقول أن الشعبان المغربي والجزائري يد واحدة وقلب واحد عند الشدائد والأفراح مهما وقفت السياسة العرجاء حاجزا بينهما.