
نزيهة مشيش// مكتب السعيدية
تفاجأ رواد موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك بخبر وفاة من وصفت بشابة عشرينية جمعوية تدعى “ندى.م”. حسابها كان يضم الآلاف من المتابعين، وكانت تنشر به مجمل الحالات الاجتماعية التي تحتاج للمساعدة.
الغريب في الأمر أن الحساب كان يلقى تجاوبا ومتابعة كبيرين من الشارع الوجدي، والذي لم يبخل يوما في مؤازرة الحالات المعروضة به ماديا..
قبل مدة بسيطة، أعلنت فجأة صاحبة الحساب أنها تعاني مرضا مزمنا وتشكو الفقر والفاقة، وأوصت الجميع بالدعاء لها. وآخر تدوينة كانت قبل يومين، حيث نشرت “الفتاة” صورة يظهر بها باب مستشفى داخلي، ودونت بأنها ستخضع لعملية مستعصية لم تفصح عن كنهها ولا مكانها، لينتشر خبر وفاتها كالنار بالهشيم يوم أمس.. لكن الغريب في الأمر أن جمعيات المجتمع المدني الوجدي ، إضافة للمهتمين بأعمالها الخيرية “قيد حياتها” أرادوا القيام بالواجب وتقديم العزاء لأسرتها، ليكتشفوا أن لا وجود لهذه الشخصية على أرض الواقع، وأن الجميع قد تعرض لأكبر عملية نصب من نوعها بتاريخ الجهة..
الحادث يجعلنا نتوقف مجددا عند ضوابط الإحسان العمومي، ومدى حدود الجمعيات المشتغلة بهذا الشق الإجتماعي ولو أن القانون المغربي كان قد تدخل لتقنين الأمر سلفا، ومنع الأمر دون رخصة مسبقة من السلطات.
من جهتها جمعيات المجتمع المدني هددت باللجوء إلى القضاء للبحث في النازلة وتبرأت من هذه الشخصية المجهولة والتي ستعمل مستقبلا على تبخيس كل فعل إحسان جمعوي يرمي للتضامن مع حالات اجتماعية..
الحادث يعيد للأذهان حوادث نصب مماثلة كان الفضاء الأزرق مسرحا لها، شتان بين الإفتراض والواقع
*الصورة التي كانت تستعملها صاحبة الحساب كصورة شخصية.