ثقافة وفن

نساء مغربيات رائدات….نعيمة سميح أهم أصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين .

سماح عقيق / مكتب مراكش

 

نعيمة سميح، ولدت في الدار البيضاء سنة 1954، مغنية مغربية انطلقت مسيرتها الغنائية في سنوات 1970 وحظيت أغانيها بانتشار واسع في المغرب والجزائر وتونس ودول عربية أخرى.

 

نعيمة، من مواليد منطقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء وبالضبط في حي بوشنتوف، نشأت في حي كان يعرف نشاطا ثقافيا ورياضيا متميزا، في فترة الستينات والسبعينات، بحيث أنجب العديد من الأسماء الأدبية والرياضية والمسرحية والموسيقية المغربية، ظهرت مواهبها الغنائية مبكرا في سن التاسعة.

توقفت نعيمة عن الدراسة، عند مستوى الشهادة الابتدائية وغادرت المدرسة في بداية السلك الثانوي، لتتجه للتكوين المهني في المدرسة الوطنية للحلاقة سنة 1966، واشتغلت في صالون حلاقة في درب السلطان، قبل أن تستقل في صالونها الخاص، كانت بدايتها الحقيقية من خلال برامج اكتشاف المواهب الفنية التي كانت تقدمها الإذاعة والتلفزة المغربية، وكان أول ظهور لها في برنامج «خميس الحظ» الذي كان يعده الإعلامي محمد البوعناني، أتبعته مشاركة متميزة في برنامج المسابقات «مواهب» الذي كان يقدمه عبد النبي الجيراري، وهو البرنامج الذي كان مشتلا للعديد من الأصوات المغربية المتميزة في نهاية الستينات، كسميرة بنسعيد ومنتصف السبعينات عزيزة جلال.

 

كانت مسيرة نعيمة مهددة بالتوقف، أمام المعارضة الشديدة لوالدها المحافظ لولوج ابنته عالم الغناء، ولم يتقبل الأمر إلا بعد تدخل فنانين وإعلاميين مرموقين، كمحمد بنعبد السلام ومحمد البوعناني وخالد مشبال، الذين كانوا مؤمنين بموهبة نعيمة، وطمأنوا والدها بأنها ستكون بين أيادي آمنة، اشترط والدها على أن تقتصر مسيرتها الفنية على الموسيقى العصرية المغربية، وأن لا تشتغل إلا مع كتاب كلمات وملحنين محترمين وفي مواضيع بكلمات راقية.

 

تعرف نعيمة سميح «ببحتها» الصوتية المميزة، وبطريقة أدائها القريبة من الأسلوب الغنائي للجنوب المغربي الأمازيغي، إضافة إلى حسها المرهف وشخصيتها الخجولة، أمام الجمهور وذلك ما مكنها من أداء قطع غنائية صعبة موسيقيا، وتغلب عليها مواضيع الشجن والشوق والحنين والزجل المغربي الأصيل، ويظهر ذلك جليا في قطع «جريت وجاريت» و «على غفلة».

تملك نعيمة سميح، في رصيدها الفني أيضا العديد من الأغاني الدينية والوطنية، كأغنية «رحلة النصر» التي تعاملت فيها مع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي.

ورغم أنها لم تدرس الموسيقى أكاديميا إلا أن نعيمة كانت تمتلك أذنا موسيقية رفيعة، من أهم العوامل المساعدة لها في مسيرتها، حرصها على التعامل مع ملحنين وكتاب كلمات كبار كان لهم دور كبير في إبراز مواهبها الفنية، وإنجاز أعمال من مستوى عال، في أصناف غنائية متنوعة ومعقدة، ومن أهمهم عبد الله عصامي، علي الحداني، عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، في المغرب، إضافة إلى الكويتي يوسف المهنا.

 

تزوجت نعيمة سميح، في بداية السبعينات من البطل المغربي في رياضة الدراجات مصطفى بلقايد، ولهما ابن وحيد اسمه «شمس»، عانت كثيرا مع مرض فقر الدم وكانت مجبرة على القيام برحلات علاجية كثيرة، خارج المغرب وهو الأمر الذي كان كثير التأثير على مسيرتها الفنية، بحيث كان شبح الاعتزال بدافع المرض، دائما حاضرا لديها هذا الجانب من حياتها كان له تأثير كبير على شخصيتها وأسلوبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock