العديد من المشجعين المغاربة يحاولون اقتناء تذاكر من المغرب نحو ساحل العاج لحضور مباريات كأس الأمم الإفريقية، إذا بهم يتفاجؤون بأنها “تتجاوز 10 آلاف درهم ذهابا وإيابا”، وهو ماحدى ببعض الفاعلين لطرح تذاكر خاصة بـ”الكان” للمغاربة بأسعار تفضيليّة لكي يستطيعوا السفر لتشجيع “الأسود” في هذه الملحمة الكروية القارية، التي يعتبر المنتخب الوطني مرشحا للفوز بها إلى جانب السنغال وكوت ديفوار.
في حين اعتبر متتبعون أن هناك حاجة ماسة إلى سماع “سير” مرة أخرى بالنبرة العالية ذاتها الممتلئة بجرعات الحماس والأمل، التي كانت تربك حسابات الخصم داخل أرضية الملعب، ما جعل الدعوات إلى تخفيض التذاكر تتخذ منحى جديا لأجل تيسير حضور الجماهير المغربية للمساهمة في التنافسية القارية من باب التحفيز والتشجيع وتعزيز الروح الوطنية داخل البلد الإفريقي.
عزيز بلبودالي، خبير في الشأن الرياضي، قال إن “أثمنة التذاكر من المغرب نحو ساحل العاج مشتعلة، وهذا قد يحرم العديد من الجماهير من القدرة على الحضور في الملاعب لتشجيع الأسود في هذه الملحمة الكروية التي ننتظر أن نُتوّج فيها بالكأس”، مؤكداً أن “المفروض أن نشتغل على كلّ الشروط لتحفيز الجماهير للحضور، لأن صوت الجماهير حاسم في منح جرعات عالية من الحماس للاعبين، فهو يشعرهم بأن وطنا بكامله معهم”.
وأبرز بلبودالي، في تصريح له، أن “التجربة السابقة التي قمنا بها في مونديال قطر 2022، تعدّ خصبة لكي نقيس عليها وتشتغل مؤسسات الدولة والجامعة المغربية لكرة القدم وشركات الطيران لضمان حضور الجماهير بشكل مكثّف، لأن لا أحد ينكر دور الجمهور في تحقيق الانتصارات الكرويّة”، داعيا إلى “ضمان قدر عال من الشفافية وتكافؤ الفرص في تأهيل شركات الطيران للقيام بهذا الدور في إطار التنافسية”.
وذكر المتحدّث أن “هذه الفرصة تعدّ تاريخيّة لأن منتخب الأسود مرشّح لكي يحمل اللقب. وبالتالي، فإن تشجيع الجماهير المغربيّة يشكل دافعا لكي تعود الكأس إلى المغرب التي غابت عنه منذ 1976، أي منذ نحو 48 سنة”، لافتا إلى أن “دعم الدولة لوصول الجماهير إلى كوت ديفوار بأريحية وفي ظروف تضمن الحماس وتقوي الشعور الوطني، مسألة مطلوبة لا تحتاج لأي تأخير، لأن حضور الجماهير في كل مباريات الأسود ،،،،
عادل رحموني، صحافي مختص في الشأن الرياضي، قال إن “التذاكر مرتفعة بشكل صاروخي، تصل في بعض الأحيان بحكم تتبعي إلى 22 ألف درهم ذهابا وإيابا، أما الحد الأدنى للتذكرة فهو 12 ألف درهم”، مسجلا أن “هذا الأمر كان سيصعّب الأمر على الصحافيين وأيضا على المشجعين، لكن اتفاقية الشراكة بين وزارة الثقافة والشباب والتواصل والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللجنة الوطنية الأولمبية الرياضية والجمعية المغربية للإعلام والناشرين، خلّصت الصحافيين من هذا العبء”.
وأوضح رحموني، في تصريح له، أن “الوقت قد حان الآن لكي نحسم أيضاً في نقاش المشجّعين، ونخصّص لهم رحلات بأثمنة تفضيلية كـ5000 درهم ذهابا وإيابا، والرحلة ليست بعيدة، بل تستغرق 4 ساعات فقط، بالتالي لن تكون هناك صعوبات تقنية وفنية كبيرة في اتخاذ هذه الخطوة بالتنسيق مع مختلف الفاعلين بهذا الخصوص”، مسجّلا أن “الحضور الكثيف للمغاربة في ساحل العاج أساسي وحاسم في مسار أسود الأطلس في هذه المنافسة الكروية القارية”.
وأجمل المتحدث قائلاً إن “ضمان انتقال المشجعين المغاربة سيكون أيضا عنصرا أساسيّا لكي يحضروا المباريات ويعودا إلى البلاد في اليوم نفسه”، مشيراً إلى أن “تسهيل ذهاب المشجعين له أيضا أبعاد سياحية، بحيث تابعنا مساهمة الجماهير المغربية في إنعاش أسواق الدوحة خلال فعاليات كأس العالم بقطر، وسيمكنهم من اكتشاف دولة ساحل العاج، وبالتالي التعرف أيضا على ثقافات جديدة والتعريف بالثقافة المغربية”.
فيما ذكر مصدر من داخل الخطوط الملكية المغربية، قال إن “الأثمنة تبدو فعلا مرتفعة في الوقت الحالي، ولكنها تحدد حسب السوق التي هي حرة منذ 2006، لاسيما وأنها تخضع لمنطق التنافسية، لكون لارام ليست وحدها في هذا الخط، وهو خط مباشر، ويمكن أن يكون بتكلفة أقل لو كانت الرحلة غير مباشرة”، مؤكدا أن “إقرار التسهيلات في الوقت الحالي ليس متوفرا، ولكن في المباريات اللاحقة وفق مجريات المنافسة وشروط التأهل من الممكن ذلك، مع أن هذا ليس محسوما”.
وأوضح المصدر عينه أن الأمر عموماً يتم بالشّراكة مع الوزارة الوصية على الرياضة ومع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مبرزا أن “مطار سان بيدرو بساحل العاج يبدو صغيرا ولن يكون قادرا على تحمل الرحلات الكبرى المحمّلة بالجمهور، وبالتالي من الممكن أن يخلق ذلك نوعا من الضغط، ولكن نحن نتابع وإذا انتقلت المباريات إلى أبيدجان، فحينها يمكن أن تكون هناك خطوة في هذا الصدد”.