أخبارثقافة وفن

تقديم كتاب”الوطنيون المغاربة”بليلة رمضانية ماتعة طبق من الثقافة والفن والنقاش

محمد جرو/مكتب مراكش

قدم الأستاذ حميد منسوم بكلية اللغة العربية بمراكش في ليلة رمضانية ماتعة جمعت ثلة من المثقفين والباحثين حول طبق دسم شنفت خلاله الفنانة جعيدي أسماع الحضور بوصلتين غنائيتين جميلتين،الطبق لم يمكن سوى كتاب للأكاديمي المغربي الدكتور المصطفى بوعزيز “الوطنيون المغاربة”في تقليد شهري لمركز التنمية لجهة تانسيفت ،والذي ستتلوه قراءات وتقديم مؤلفات في القادم من الأيام ،المؤلف هو من بين أفضل وأهم مؤلفاته على المستوى التاريخي ،حيث تطرق لأبوابه وفصوله ،وسط حشد من الباحثين والمهتمين بالتاريخ الذين استهواهم الكتاب ونهم الثقافة ومحطات التاريخ ،خاصة من جانب “ارتباك الإنتلجنسيا وترددها أمام الحداثة في صدمة بائنة،وهي إشكالية تناقلها الكتاب المعزز بأرشيفات غنية ومتعددة وظفها الدكتور بوعزيز ،محاولا استغلال مغرب القرن 20 لتركيبها ويترك للوطنيين المغاربة التفكيك. من الملاحظات على الدكتور الباحث أن الكتاب لم يأتي بخلاصات قطعية نهائية لان المصطفى بوعزيز وحسب تصريحه في احدى الندوات بدأ “بفرضيات انطلاق لينتهي بفرضيات حصيلة” وذلك لأن الظاهرة مازالت مستمرة.

وفي كلمته بهذه المناسبة أكد الدكتور بوعزيز أن “أطروحته جاءت كنوع من التحدي لزملائه الذين اعتبروه (دخيلا) على التاريخ باعتباره قادما من العلوم الرياضية”.
بغض النظر عن سانكرونية او دياكرونية الوقائع والاحداث، فإنه جعل منها ممرا وليس مستقرا ،ليعبر الى البنيات والعقليات مستفيدا من مدرسة الحوليات ، ورابطا بين التاريخ والعلوم الاجتماعية .
تمييزه بين الحداثة والتحديث (هنري لوفيفر ) مع تاكيده ان التحديث في التقنيات بالمغرب لايعني امتلاكنا للحداثة بعناصرها السياسية والفكرية المؤسسة. 4 تذكيره ان مشروع دستور 1908 كان مؤشرا ايجابيا في اتجاه هذا الامتلاك.
تحقيبه لتاريخ المغرب من خلال الفترة المدروسة في أطروحته ،الى مرحلتين : مرحلة ماقبل الحماية وكانت فيها الهيمنة للحقل الديني على كل المجالات .ومرحلة الاستقلال وما بعدها ، اصبحت فيها الهيمنة للحقل السياسي، الذي حول الدين من مجال مهيمن إلى استثمار للتوظيف.وهنا لايجب أن ننسى الدكتور المصطفى بوعزيز الفاعل السياسي المنتمي لليسار
وقلبه على وطنه، و بنوع من التخوف، وبرتوش من التشاؤم أنهى مداخلته بالإشارة الى” اننا محتمعا ودولة دخلنا الى غرفة انتظار، خاصة بعد اغلاق ماسماه “بالاقواس التي لم تحقق ماكان مرجوا منها” : (قوس الدساتير والاحزاب الوطنية +قوس تنظيم المسيرة ورفع الحظر +قوس حكومة التناوب +قوس حركة 20,فبراير.
تفاعل القاعة انصب حول علاقة العنوان بالغلاف الزمني الذي غطاه الكتاب .
عمومية ومطاطية بعض المفاهيم الواردة في دستور 2011.
تشرذم المشهد الحزبي والنقابي.
غياب مؤسسات الوساطة وارتفاع وتيرة الاحتجاجات الفئوية والمناطقية.
من أهم ردود المصطفى بوعزيز،التركيبية طبعا،هو إشارته المهمة إلى “انهيار منظومة القيم باستثناء قيمة الدين ومؤسسة الأسرة” وقدم مقترحاللخروج من غرفة الانتظار ،والمتمثلة في البحث عن مشترك يوسع من مدنية السياسة ويؤسس لحداثة مغربية متصالحة مع العصر ،حدد لها سقوفا أربعة هي : “المواطنة” ، “الديمقراطية”، “الإنسية” “الشرعية الشعبية”.

ختاما كان مسكا وهو تكريم الأستاذ الدكتور المصطفى بوعزيز ،من خلال تسليمه الدرع الرمزي من طرف رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت د. جمال الدين اللأحمدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock