ثقافة وفن

اعرف بلدك…مغارة عزيزة من بين أطول كهوف إفريقيا

محمد جرو/مكتب مراكش
إلى جانب مغارة فريواطو(باب بودير -تازة) التي تعتبر ثاني اكبر مغارة في العالم ،والتي يجهل طولها وضل كثير من الإستغواريين وهم يحاولون البحث عن خباياها التي قيل أنها تصل الى واد فاس وتأتي بعد واحدة بروسيا.
كهف عزيزة يعد من أقدم كهوف العصر الحجري يتواجد كهف في جبل محادي لنهر كير على مقربة من قصرتازكارت ، الواقعة في النفوذ الترابي والإداري لقيادة واد النعام ببوذنيب، على الطريق الثانوية الرابطة بين كَرامة و بوذنيب.(80 كلم شرق الرشيدية).
من قديم أقدم الكهوف التي عاش فيها الانسان القديم حسب الباحثين الاركيولوجيين الذين قاموا بحملات للمغارة و الذين أكدوا أن المنطقة كانت معمرة بالانسان القديم بتقدير 5000 سنة . و في اقدم مصدر أررخ لوجود قبائل تعيش في المنطقة هما “هيردوث” و” لينوس” اللذان و صفهم بأنهم يسكونون الكهوف، يربون الكلاب الكثيرة ، و يلبسون جلود الحيونات.
كما ان الكهف يعتبر أعقد و أطول في المنطقة بأكملها، حيث قدم استغواريون إلى الكهف و اكدوا عن مدى صعوبة معرفة مدى عمقه و لخطورته بوجود متاهة معقدة فيه.و ان الكهف متشكل بطبقات كلسية من نوازل و صواعد شكلت أقواس كبيرة لكنها مصنوعة يدويا، كما أنها تكون متسعة في المقدمة و تضيق شيئا فشيئا.
أما الحديث عن تسمية هذا الكهف يتركنا مع الرواية الشفهية المشهورة ، التي يتواترها أهالي قصر”تازكارت” مفادها أن أرملة راعية تنتسب لقبيلة مستعربة “ولاد ناصر” منحدرة من هوامش بادية بوعنان ، تدعى عزيزة كانت تقيم بالمنطقة قبل قرنين تقريبا، إثر رحيل شريك حياتها إلى دار البقاء أصيبت بانهيار عصبي في يوم ممطر ، بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات أيتامها الثلاثة ، فالتجأت إلى الكهف بمفردها ولقيت حتفها ، بعد أن ضلت الطريق في أعماقه ، و تعذر عليها الرجوع إلى خيمتها وفلذات كبدها وبهذا سمي باسمها.
وكيفما يكن من أمر فإن المعطيات المستوحاة من صميم الواقع الراهن و الواردة من عين المكان ، تؤكد بأن حدود مغارة عزيزة غير معروفة لحد الآن ، و أن كل من حاول التوغل في غورها ، لاكتشاف أسرارها ، والإلمام بخباياها ، يعود بخفي حنين. بعد أن يعجز عن مواصلة مساره ، جراء تشعب وصعوبة مسالكها الداخلية. إلا أن هواة المغامرة الذين يترددون عليها من وقت لآخر يجمعون بالمقابل على أن المياه المتدفقة التي يكتنزها جوفها تقطع عشرات الكيلومترات لتصل إلى العين الزرقاء مسكي بضواحي مدينة الرشيدية…
ويستدل بعضهم على ذلك برواية أن أحد الضباط الفرنسيين الذين دخلوا مع أعيان قصر تازكارت أيام الاحتلال قد نثر صباغة في أحد المجاري ، فوصلت بعد أيام قلائل إلى الوجهة المشار إليها.
إن مغارة عزيزة تعد من بين الموروث الذي يجب تثمينه و تعميق البحث فيه لانه يعتبر ركيزة لتنمية المنطقة و تبين عمق و قدم الاستقرار البشري في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock