أخباراقتصادوطني

الجفاف يهدد الأمن الغذائي في المغرب … تدابير حكومية عاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي

سماح عقيق/ مكتب مراكش

يواجه المغرب اليوم تحديات كبيرة تتعلق بشح الموارد المائية، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على القطاع الزراعي الذي يعاني من آثار ست سنوات متتالية من الجفاف. هذا الوضع المتفاقم يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لإعادة تنشيط هذا القطاع الحيوي الذي يعد محركًا أساسيًا للاقتصاد المغربي.

منذ بداية عام 2024، شهد المغرب انخفاضًا في معدل الأمطار بنسبة 44% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2023، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.8 درجة مئوية مقارنة بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1981 و2010. هذه الظروف المناخية الصعبة أثرت بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي، وخاصة في المناطق الزراعية الرئيسة مثل إقليم برشيد، الذي يُعرف بأنه “سلة الحبوب” للبلاد. هنا، كانت محاصيل القمح ضعيفة منذ بداية العام.

على الصعيد الوطني، يعتمد أكثر من 88% من الأراضي الزراعية على مياه الأمطار، حيث لم تُروَ هذه الأراضي بشكل كافٍ، مما يضع الموسم الزراعي بأكمله في خطر. وقد اضطر المزارعون إلى تقليص المساحات المزروعة بالحبوب في نوفمبر، حيث بلغت المساحة المزروعة 2.3 مليون هكتار فقط، مقارنةً بمعدل يتراوح بين 4 و5 ملايين هكتار في السنوات السابقة.

يشكل هذا الضغط على القطاع الزراعي تهديدًا جديًا للاقتصاد المغربي، خاصةً في بلد يعتمد فيه ثلث السكان على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، ويمثل القطاع الزراعي 14% من إجمالي الصادرات. ويشير الخبراء إلى ضرورة إعادة النظر في النموذج الزراعي المغربي لتلبية الاحتياجات الوطنية المتزايدة من المياه، والتي تقدر بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنويًا، بينما لم تتجاوز المتوفرات من المياه في السنوات الخمس الماضية خمسة مليارات متر مكعب.

وفي إطار خطة المغرب الأخضر للفترة 2021-2030، تسعى الحكومة إلى تعزيز القطاع الزراعي من خلال دعم رواد الأعمال الشباب وتنمية الطبقة المتوسطة الريفية. كما تبنت الحكومة إجراءات جديدة لمواجهة الجفاف، منها إطلاق مشاريع هيكلية لتسريع بناء السدود وزيادة القدرة التخزينية بمقدار 6 مليارات متر مكعب إضافية. بالإضافة إلى إنشاء محطات لتحلية مياه البحر بهدف ري مساحة تصل إلى 120 ألف هكتار، وضمان استدامة الري في بعض الأحواض الزراعية وخلق أحواض جديدة.

تسعى هذه الجهود إلى تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في المغرب، لكن التحديات تبقى كبيرة وتتطلب استراتيجيات طويلة الأمد وتعاوناً واسعاً بين كافة الأطراف المعنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock