سماح عقيق/ مكتب مراكش
مع اقتراب دخول فاعل مصري بارز إلى السوق المغربية، تتزايد المنافسة في قطاع تجارة القرب بشكل ملحوظ، مما يطرح تحديات جديدة أمام الأنشطة التجارية المحلية، هذا التوسع الكبير للعلامات التجارية الكبرى، التي كانت في السابق تقتصر على المجمعات التجارية الكبرى على أطراف المدن، يشكل تهديدا مباشرا لمتاجر المواد الغذائية والبقالة التي لطالما شكلت المورد الرئيسي للمواطنين.
شهدت مدينة طنجة في السنوات الأخيرة، افتتاح أكثر من 100 نقطة بيع تابعة لعلامات تجارية وطنية وعالمية، منتشرة في الأحياء السكنية بالإضافة إلى المراكز التجارية الكبرى، هذا التوسع السريع قد زاد من حدة المنافسة وأدى إلى إضعاف قدرة متاجر القرب على المنافسة.
في هذا السياق، يرى مهنيو تجارة القرب أن دخول الفاعل المصري الجديد، الذي يتميز بإمكانات تسويقية مبتكرة، يعمق من تحدياتهم ويضعهم في موقف صعب.
ويشير حسن أيت علي، رئيس المرصد المغربي لحماية المستهلك إلى أن هذا التوسع يعكس تطور البيئة التجارية، وزيادة مستوى الثقافة الاستهلاكية في المغرب، حيث أن المستهلك المغربي أصبح أكثر وعيًا بمستوى خدمات وعروض الشركات الكبرى.
ويؤكد أيت علي أن ممارسي تجارة القرب بحاجة إلى استراتيجيات مبتكرة لتطوير أنشطتهم وزيادة تنافسيتهم أمام الشركات الكبرى التي تقدم عروضاً مغرية لجذب الزبائن.
كما يشير إلى أن تقليص عدد التراخيص للاستثمارات العصرية ليس حلا نظراً لأهمية هذه الاستثمارات في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز خيارات المستهلكين.
من جهة أخرى، يرى أيت علي أن تأهيل محلات تجارة القرب من خلال التدريب والدعم المالي واللوجستي يمكن أن يعزز المنافسة العادلة بين الأنشطة التجارية المختلفة.
هذا التأهيل قد يسهم في تحقيق توازن اقتصادي واجتماعي مهم، مما يتيح لكلا النمطين من الأنشطة التجارية فرصة للتطور والنمو في سوق مزدحم ومتسارع التغيرات.