مكتب أكادير
في مشهد غير معتاد، وجد “وليد الركراكي” مدرب المنتخب الوطني المغربي، نفسه أمام قاعة شبه فارغة من الصحفيين خلال الندوة الصحفية التي عُقدت اليوم الخميس 6 شتنبر الجاري بملعب أدرار بمدينة أكادير، استعدادًا لمباراة المنتخب المغربي ضد الغابون ضمن إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، ولفت هذا الغياب انتباه فتح باب التساؤلات حول علاقة الإعلام بالمنتخب في هذه المرحلة المهمة، ودوره في التحضيرات لهذا الحدث القاري الكبير .
ما أثار الجدل لم يكن مجرد الغياب العددي للصحفيين، بل الأسباب الكامنة وراء ذلك، منع العديد من الإعلاميين من حضور الندوة بحجة عدم توفرهم على البطاقة المهنية، وهي وثيقة لا يملكها سوى عدد قليل من العاملين في الميدان الإعلامي، أثار استياءً كبيرًا وسط الصحافة المحلية والجهوية بمدينة أكادير، واعتبر البعض هذه الخطوة تقييدًا على حرية الصحافة، خصوصاً أن هذه الندوة تأتي في وقت حرج يتطلب تكاتف الجهود بين الإعلام والمنتخب لدعم الاستعدادات للبطولة القارية .
ورغم أن الإعلام يُفترض أن يكون داعماً وشريكاً أساسياً في مسيرة المنتخب، يبدو أن التشدد في مثل هذه الأمور قد يؤدي إلى تباعد بدلاً من التقارب للجمعيات الصحفية، التي لطالما كانت حلقة الوصل بين الصحفيين والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وجدت نفسها فجأة خارج الخدمة، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الغاية من هذا القرار وتوقيته .
وتجدر الإشارة إلى أن التحضير لكأس إفريقيا للأمم 2025، أو حتى أي بطولة عالمية محتملة في المستقبل، يحتاج إلى تغطية إعلامية واسعة وشاملة في الإعلام الرياضي هو المرآة التي تعكس جهود المنتخب وتسلط الضوء على التحديات والإنجازات، وليس أداة للعراقيل أو التقييد .
وفي هذا السياق، يطرح عدة تساؤلات هل يمكن أن يعيق غياب الصحفيين مسار التحضير؟ وكيف سيؤثر ذلك على علاقة الجمهور بالمنتخب الوطني، والإعلام هو عين الجماهير على ما يجري خلف الكواليس، ومن الضروري أن يكون حاضراً وبقوة في هذه المرحلة المفصلية .
وختاماً، إذا كان الهدف هو المنافسة على الألقاب واستضافة البطولات الكبرى، فإن التنسيق المثالي مع الإعلام يجب أن يكون من أولويات المرحلة، فلا يمكن تحقيق النجاح في غياب الشريك الإعلامي الفاعل، الذي يلعب دورًا أساسيًا في نقل الصورة الحقيقية لما يجري على أرض الواقع .