سماح عقيق/ مكتب مراكش
تسود حالة من التأهب القصوى على الحدود بين المغرب وإسبانيا، خاصة في مدينة سبتة ومليلية المحتلتين، إثر ورود معلومات عن احتمال حدوث تدفق كبير للمهاجرين غير الشرعيين. التهديد المتزايد يأتي في وقت يواصل فيه المهاجرون من المغرب والجزائر وتونس محاولاتهم العبور إلى الأراضي الإسبانية عبر هذه المناطق الحدودية.
في ظل هذه الظروف، أصدرت السلطات المغربية والإسبانية إشعارات تأهب قصوى، حيث عززت قوات الأمن من تواجدها على الحدود لمنع أي محاولات دخول غير قانوني. الانتشار الأمني المكثف يشمل نقاط التفتيش البحرية والبرية، بالإضافة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق المحيطة بالحدود.
وقد شهدت الأيام الأخيرة تزايداً في نشاط الجماعات التي تنظم محاولات العبور، حيث تم نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تشجع الشباب على محاولة عبور الحدود عبر وسائل برية أو بحرية. في هذا السياق، قامت السلطات المغربية بحملات تفتيشية في مدينتي طنجة وتطوان لضبط المجموعات التي تدير هذه الأنشطة.
أدى الانتشار الواسع لمحتوى تحريضي على الإنترنت إلى توقيف أكثر من 60 شخصاً في طنجة وتطوان، بما في ذلك قاصرين، بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة تحفز على الهجرة غير الشرعية. كما شملت الإجراءات الأمنية وضع حواجز إضافية على السواحل والحدود لمنع تسلل المهاجرين.
قام “الحرس المدني” بتعزيز إجراءاتها الأمنية في سبتة ومليلية المحتلتين، استعداداً لأي تدفق مفاجئ قد يحدث في الساعات الأولى من يوم السبت إلى الأحد. تم رصد دعوات عبر الإنترنت تحث على العبور السباحي من خلال رصيف تاراجال، مما دفع السلطات الإسبانية إلى تكثيف تحضيراتها لمواجهة أي ضغوط محتملة.
يتعاون المغرب وإسبانيا بشكل وثيق في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تعمل الفرق الأمنية المشتركة على مراقبة المنافذ البحرية والبرية بين البلدين. هذه التعاونات تأتي في إطار العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً بعد الدعم الإسباني لمبادرة المغرب بشأن الصحراء المغربية.
تهدف هذه الجهود المشتركة إلى مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية التي تهدد حياة العديد من الأشخاص وتعرضهم للخطر، بالإضافة إلى مكافحة الاتجار بالبشر والجماعات الإرهابية المرتبطة بهذه الأنشطة.
