الصومعة الحجرية بفجيج.. هندسة فريدة شاهدة على التراث العريق للمنطقة
سماح عقيق/ مكتب مراكش
في قلب مدينة فجيج، تنتصب الصومعة الحجرية شامخة بارتفاعها وهندستها الفريدة، التي تعكس عبقرية المهندسين القدماء، في مشهد حي على الهوية الثقافية، والتراث العريق الذي تتميز به المنطقة.
وتعد هذه الصومعة، المشيدة في قصر الوداغير، بالحجر المحلي الذي يضفي عليها مظهرا أصيلا ومهيبا، وفق تصميم يعكس بساطة البناء ومتانته، إحدى أبرز المعالم التاريخية والمعمارية بجهة الشرق، ورمزا للهوية الثقافية والتراث المعماري بالإقليم، وتحفة فنية تبرز قدرة الإنسان على التكيف والإبداع في بيئته.
وتتكون هذه المعلمة الأثرية، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 19 مترا، من قاعدة مربعة متينة تتحول تدريجيا إلى شكل ثماني عند الارتفاع، مكونة برجا شامخا يلفت الأنظار من مسافات بعيدة، في تصميم هندسي فريد يظهر جمال المعمار الإسلامي.
وتتزين جوانب الصومعة الحجرية، التي تم بناؤها في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، بنقوش بسيطة وزخارف هندسية متناغمة مع الطابع العمراني المحلي، فيما تظهر فتحاتها الصغيرة توزيعا متناسقا للضوء والهواء، مما يمنح الداخل إليها إحساسا بالهدوء والسكينة، ويضفي عليها طابعا عمليا ومعماريا فريدا.
وتحظى الصومعة برمزية دينية وروحية عميقة لدى ساكنة المنطقة، حيث ارتبطت بشكل وثيق بحياتهم اليومية، وكانت منارة للذكر، ومكانا للصلاة والاحتفال بالمناسبات الدينية، ولعبت دورا بارزا في الحفاظ على التعاليم الإسلامية؛ ما يجعلها جزءا أساسيا من الذاكرة الجماعية لساكنة فجيج الذين يقدرون قيمتها الحضارية والدينية.
وترجع أهميتها، أيضا، لكونها كانت تستخدم كبرج مراقبة لحماية المدينة من الغزاة، ما يجعلها شاهدا حيا على التاريخ العريق للمنطقة، ومعلما يجسد روح الحضارة الإسلامية وتطورها.