
هيئة التحرير
تجددت المواجهات العنيفة بين الجيش الجزائري وعناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو على مشارف مخيمات تندوف، في تطور غير مسبوق يعكس حالة التوتر المتزايدة داخل المخيمات التي تخضع للسيطرة الجزائرية.
ووفق ما أفادت به مصادر حقوقية وإعلامية، فإن الاشتباكات اندلعت إثر خلافات متفاقمة داخل صفوف الجبهة حول النفوذ داخل المخيمات، فيما لم يصدر عن السلطات الجزائرية أو قيادة البوليساريو أي تعليق رسمي بشأن الحادث.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التقارير حول تراجع قبضة الجزائر على الجبهة الانفصالية، وسط تدهور الوضع الإنساني في المخيمات واحتدام الخلافات الداخلية.
ويرى مراقبون أن هذا التوتر يعكس تعثر إستراتيجية الجزائر في إدارة الملف، بعد عقود من الدعم السياسي والعسكري للبوليساريو.
وقال زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الأفريقي للبحوث والدراسات في مجال حقوق الإنسان، إن “الجزائر التي طالما استخدمت البوليساريو كورقة ضغط إقليمية تواجه اليوم تحديًا داخليًا غير مسبوق، حيث أصبحت المخيمات بؤرة اضطراب قد تمتد تداعياتها إلى أمنها الداخلي”.
وتشهد مخيمات تندوف منذ أشهر تصاعدًا في التوترات الداخلية، مع تزايد الاستياء من القيادة التقليدية للجبهة، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات وانتقادات متزايدة للنهج السياسي المتبع، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وغياب أي أفق لحل النزاع.