أخباردوليسياسة

الجزائر تتسلح بالكذب والتضليل في مسعى لمحو “عار ” تورطها في قتل السوريين

هيئة التحرير

رغم محاولاتها المستميتة لغسل يديها من “مستنقع” الحرب التي كانت سوريا مسرحا لها طوال سنين مضت؛ تجد الجزائر نفسها محاصرة بأدلة دامغة تكشف دعمها لنظام بشار الأسد، سواء من خلال إرسال مقاتلين أو تقديم دعم استخباراتي وعسكري مباشر.

وبينما تحاول السلطة العسكرية في الجزائر إقناع الرأي العام بأن هذه “مزاعم”، تكشف أرشيفات الصحافة الجزائرية وتقارير استخباراتية غربية أن النظام الجزائري كان غارقًا حتى أذنيه في المستنقع السوري.

فلطالما قدمت الجزائر نفسها كدولة “محايدة”، لكن مواقفها تكذبها، فقد كانت من أشد المدافعين عن بقاء النظام السوري المخلوع، رافضة كل القرارات العربية الساعية إلى عزله.

ولم يقتصر الدعم الجزائري على التصريحات الدبلوماسية، بل امتد إلى إرسال مقاتلين جزائريين وعناصر من البوليساريو للقتال إلى جانب قوات النظام، وهو ما أكدته وثائق استخباراتية وتقارير إعلامية لم تستطع الجزائر تكذيبها.

أكثر من ذلك، أظهرت وسائل الإعلام الجزائرية، في أكثر من مناسبة، احتفاءها بمقتل جزائريين في سوريا كانوا يقاتلون إلى جانب الأسد، ووصفتهم بـ”الشهداء”، وهو ما يعكس تبنيًا رسميًا لهذا الانخراط العسكري الذي تحاول الجزائر إنكاره اليوم.

لكن أكبر ضربة تلقاها النظام الجزائري جاءت من إذاعة مونتي كارلو الدولية، الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية، التي فجرت قنبلة إعلامية حين كشفت عن أسر 500 جندي جزائري، بينهم جنرال رفيع المستوى، على يد “هيئة تحرير الشام” سابقا التي كان يقودها أبو محمد الجولاني، واسمه الحقيقي احمد الشرع، والذي يشغل حاليا منصب رئيس انتقالي لسوريا.

ورغم خطورة هذه الفضيحة، التزم النظام الجزائري صمتًا مذلًا، غير قادر على الرد أو الدفاع عن نفسه، في موقف يعكس تخبطه المعتاد أمام وسائل الإعلام الغربية التي لا يستطيع إخراسها كما يفعل مع صحافته المحلية.

ويؤكد هذا الصمت أن الجزائر، التي لطالما سوقت أكاذيب عن “عدم تدخلها في النزاعات”، كانت شريكًا رئيسيًا في قمع وتقتيل الشعب السوري، لكنها اليوم عاجزة عن مواجهة الحقائق، خصوصًا عندما تأتيها الصفعات من “أمها فرنسا”، التي يبدو أنها قررت فضح مدللها المطيع في شمال إفريقيا.

ومع كل هذه الأدلة، تحاول الجزائر تصحيح كتابة التاريخ عبر إنكار تورطها، لكنها تصطدم بوقائع لا يمكن محوها.

فالدور الجزائري في دعم النظام السوري لم يكن مجرد “اتهامات مغرضة”، بل حقيقة موثقة اعترفت بها حتى وسائل إعلامها الرسمية قبل أن تتلقى الأوامر بمحاولة دفنها.

وتاتي هذه الفضيحة الجديدة لتكشف مرة أخرى أن النظام الجزائري لا يتقن سوى سياسة الهروب إلى الأمام، لكنه هذه المرة اصطدم بجدار الحقيقة الذي لن يستطيع تجاوزه، مهما حاول التغطية على دوره المشبوه في واحدة من أكثر الحروب دموية خلال العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock