استخدام المياه العادمة لري الخضروات يحرك درك بوسكورة

في خطوة تعكس الحرص على الصحة العامة وسلامة الغذاء، قام المركز القضائي للدرك الملكي والفرقة التقنية التابعة لمنطقة بوسكورة تحت إشراف مباشر من قائد المركز يونس عاكفي صباح اليوم الأحد 23 من فبراير الجاري بالتدخل لفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة. جاءت هذه العملية بعد اكتشاف ممارسات غير قانونية تتعلق باستخدام المياه العادمة في ري الأراضي الزراعية بالمنطقة.
تعد المياه العادمة من أخطر مصادر التلوث إذا لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح قبل استخدامها في الزراعة. تحتوي هذه المياه على نسبة عالية من الملوثات البيولوجية والكيميائية، مثل البكتيريا الضارة والفيروسات والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة، مما يجعلها مصدرًا مباشرًا لانتقال الأمراض إلى الإنسان عبر استهلاك الخضروات المروية بها.
تشمل المخاطر الصحية الناتجة عن استهلاك المنتجات الزراعية المروية بالمياه العادمة الأمراض المعوية مثل التيفوئيد والكوليرا بسبب التلوث بالبكتيريا الضارة، والتسمم الغذائي نتيجة لوجود المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، والتي قد تتراكم في الجسم وتسبب أمراضًا مزمنة، والاضطرابات الهرمونية بسبب المواد الكيميائية الصناعية التي قد تؤثر على وظائف الجسم الطبيعية.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات لحماية صحة المستهلك وتعزيز الأمن الغذائي. وتعمل الجهات المختصة على اتخاذ التدابير التالية، مثل جمع عينات من التربة والمياه للتحقق من مستويات التلوث وتحديد حجم المشكلة، وفرض العقوبات القانونية على المزارعين المخالفين الذين يستخدمون المياه العادمة دون معالجتها وفقًا للمعايير البيئية، والتوعية والتثقيف لتعزيز وعي المزارعين والمستهلكين حول مخاطر استخدام المياه غير المعالجة.
وفي الختام،تشكل هذه القضية تحذيرًا مهمًا حول ضرورة الالتزام بالمعايير الصحية في القطاع الزراعي لضمان صحة المواطنين وسلامة البيئة. وتظل المراقبة الصارمة، إلى جانب التوعية المجتمعية، أدوات رئيسية لمكافحة مثل هذه الممارسات غير القانونية التي تهدد الأمن الغذائي والصحة العامة.