الطريق الإقليمية رقم 3014 … المواطن يحيي الأمل بـ’البالة والفاس’ في السوالم الطريفية

مكتب حد السوالم
تعاني الطريق الإقليمية رقم 3014، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة السوالم الطريفية بإقليم برشيد، من وضعية مزرية باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على مستعمليها. فالحفر المنتشرة على طول هذه الطريق لم تعد فقط مصدر إزعاج للسائقين، بل أصبحت تهدد سلامة المارة، وتتسبب في خسائر مادية فادحة لأصحاب السيارات والدراجات النارية على حد سواء.
الطريق التي شهدت آخر عملية إصلاح سنة 2016، لم تصمد طويلًا أمام تقلبات الطقس وحجم الاستعمال اليومي، لتتحول تدريجيًا إلى ما يشبه “طريقًا محفوفة بالمطبات”، بحسب تعبير عدد من السكان المحليين. ومع غياب الصيانة الدورية وتراكم الإهمال، أصبحت هذه الطريق عنوانًا لمعاناة يومية، ومثالًا واضحًا على غياب التدخلات الاستباقية من قبل الجهات الوصية.
ورغم هذا الوضع المتردي، برزت مبادرة إنسانية عفوية من أحد فاعلي الخير. فقد أقدم هذا المواطن، مستخدمًا أدوات بسيطة كـ”البالة، الفأس والبرويطة”، على سد الحفر وإصلاح ما أمكن من الطريق بوسائل بدائية، في محاولة منه لتخفيف الضرر عن مستعمليها. هذه المبادرة أثارت إعجاب الساكنة، التي أطلقت عليه لقب “مهندس الأشغال المعنوية”، في إشارة إلى نبل فعله، وعلو حسه الوطني.
وفي مقابل التحية التي وجهها السكان لهذا الفاعل المدني، تجددت أصوات المطالبة بتدخل الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التجهيز والمجلس الإقليمي لبرشيد، إضافة إلى المجلس الجماعي للسوالم الطريفية، من أجل رصد ميزانية كافية لإصلاح هذه الطريق الحيوية. فالمنطقة تعرف حركة مرورية متزايدة، تربط بين عدة دواوير ومراكز، ما يجعل من إصلاح الطريق أولوية قصوى قبل أن تسجل كوارث بشرية لا قدر الله.
إن ما قام به هذا المواطن هو جرس إنذار قبل فوات الأوان، ودعوة مفتوحة للجهات المسؤولة كي تتحمل مسؤولياتها كاملة. فالساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل بحقها في بنية تحتية تحفظ سلامتها وكرامتها، وتجعل من العيش الكريم واقعًا لا حلمًا مؤجلًا.