
هيئة التحرير
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الاثنين بالرباط، أن المغرب يؤمن بقدرة دول الجنوب على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها، داعياً إلى تعزيز التعاون البيني وإقامة شراكات استراتيجية وتضامنية.
وفي كلمة تلاها نيابة عنه السفير المدير العام للشؤون السياسية الدولية، فؤاد يازوغ، خلال افتتاح أشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، أوضح بوريطة أن هذا المنتدى يندرج ضمن التزام المملكة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بدعم المبادرات الرامية إلى توثيق التعاون بين دول الجنوب، مشيراً إلى أن اللقاء يشكل محطة مهمة في تنفيذ أهداف إعلان “الرباط عاصمة التعاون جنوب–جنوب”.
وسلط الوزير الضوء على أهمية بناء جسور التقارب والعمل المشترك، في ظل سياقات إقليمية ودولية متسارعة، معتبراً أن الدبلوماسية البرلمانية توفر مجالاً خصباً لتبادل الخبرات وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات المشتركة.
ونوه بوريطة بالاختيار الموضوعاتي لهذه الدورة، الذي يتمحور حول “الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب”، معتبراً أنه يشكل رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة وتحقيق السلم والأمن والتنمية المشتركة.
وأشار إلى أن المؤتمر يكتسي أهمية خاصة بحكم مشاركة ممثلي 13 اتحاداً وجمعية برلمانية، و25 دولة تغطي ثلاث قارات، ما يعكس الإمكانات الهائلة للنماء المشترك والتحول الاقتصادي والابتكار في دول الجنوب.
وأكد الوزير أن الرؤية المغربية ترتكز على مبدأ التنمية المشتركة، أخذاً بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد، عبر مقاربة تشاركية تهدف إلى تثمين المجهودات الوطنية على المستوى الإقليمي.
وتوقف بوريطة عند المبادرات الرائدة التي أطلقتها المملكة، وعلى رأسها مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، معتبراً أنها تجسد التزام المغرب العملي والواقعي بدعم تعاون جنوب-جنوب فعال ومستدام.
واستحضر الوزير التوجهات الملكية السامية الداعية إلى اعتماد عمل ملموس بعيداً عن الشعارات الإيديولوجية، كما عبر عنها جلالة الملك محمد السادس خلال القمة التاسعة والعشرين للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا.
وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والدستورية التي أطلقها المغرب وضعت المملكة في موقع يؤهلها للإسهام بفاعلية في المسار التنموي الإقليمي والبين إقليمي، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة ومكافحة الإرهاب.
واعتبر بوريطة أن هذا الزخم يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون العملي مع دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي، انسجاماً مع رؤية المغرب القائمة على التضامن الفاعل والشراكة المتوازنة.
من جهة أخرى، شدد الوزير على أن حالة عدم الاستقرار الدولي الراهنة تضع على عاتق ممثلي الشعوب مسؤولية مضاعفة الجهود والإنصات لمخاوف المواطنين، مؤكداً أن انعقاد هذا المؤتمر البرلماني يشكل بارقة أمل نحو ترسيخ تعاون جنوب-جنوب مستدام قائم على الاجتهاد الجماعي وتنسيق المبادرات المشتركة.