
الرباط/كريمة بلغزال
احتضنت قاعة باحنيني بالرباط، صباح اليوم، مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي نظمتها ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، بحضور والي الجهة، ورئيس مجلس الجهة، ورؤساء الأقاليم، وعدد من البرلمانيين، ورؤساء الجماعات، وممثلي جمعيات المجتمع المدني. وقد شكلت هذه المناظرة مناسبة للتداول في سبل النهوض بثقافة التشجيع الرياضي في ظل الدينامية المتسارعة التي يعرفها المشهد الكروي الوطني.
وتأتي هذه الخطوة مواكبة للزخم الإيجابي الذي تعيشه الرياضة الوطنية، خاصة بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022، وفي إطار الاستعدادات المتواصلة التي تباشرها المملكة لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، أبرزها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وسلط المشاركون في هذا اللقاء الضوء على أهمية ترسيخ تشجيع رياضي مسؤول، يعكس روح المواطنة والانضباط، ويبتعد عن كل السلوكات التي تسيء لصورة الرياضة الوطنية. كما تمت الدعوة إلى اعتماد ميثاق جديد للتشجيع، يوفق بين الحماس الجماهيري ومستلزمات الأمن والسلامة داخل الملاعب.
وأكد المتدخلون أن تأهيل التشجيع الرياضي يجب أن يندرج ضمن رؤية متكاملة تدمج مختلف الفاعلين، سواء على مستوى الجماهير أو الأندية أو السلطات العمومية، في إطار مقاربة تشاركية تضمن الفرجة وتكرس الاحترافية.
وقد تم التأكيد على ضرورة تكريس سياسة القرب في التعامل مع الجمهور الرياضي، وتعزيز الوعي بأهمية احترام القانون، والتشجيع على استعمال التكنولوجيا الحديثة في تنظيم الولوج إلى الملاعب وضبط العمليات الأمنية. كما تم إبراز الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه جمعيات المجتمع المدني في تأطير المشجعين ونشر ثقافة التشجيع المسؤول.
وشددت المداخلات على أهمية تحسين البنيات التحتية الرياضية وتأهيلها وفق معايير السلامة، من خلال شراكات مندمجة تجمع بين القطاع العام والخاص. كما تمت الإشارة إلى ضرورة إدماج البعد السياحي ضمن الاستراتيجية الرياضية الوطنية، بما يساهم في تقديم صورة مشرقة عن المغرب كوجهة رياضية رائدة على الصعيدين القاري والدولي.
وخلصت المناظرة إلى ضرورة تعبئة كل الجهود من أجل تحقيق إشعاع رياضي مستدام، قائم على التشجيع الواعي والمسؤول، في أفق مواكبة رهانات الاستحقاقات الرياضية الكبرى التي تنتظر المملكة في السنوات المقبلة.