
المصطفى الوداي
تنفيذا لبرنامج الدورة الخامسة للمهرجان الجهوي للملحون الذي سطره المكتب المسير لجمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون، احتضنت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض بمراكش صبيحة يوم الثلاثاء 29 أبريل الجاري مائدة مستديرة في موضوع شعر الملحون من الحفظ الى التدوين
المائدة المستديرة تم افتتاحها من طرف الدكتور عبد الجليل لكريفة صاحب قبعتين، ونظرا لموقعه الإعتباري بجامعة القاضي عياض شريك الجمعية مع جهة مراكش اسفي في تنظيم هذا المهرجان الجهوي، حمل قبعة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مسلما قبعة رئيس جمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون الى نائبه الدكتور عبد الاله تابث الذي تمحورت مداخلته حول الملحون ثراث شفوي، وللحفاظ على القصيدة يجب تدوينها مع ادخال الفاظ عربية وتحويلها الى الدارجة وكنموذج الشيخ الجيلالي امتيرد من أكبر الشعراء كان يعتمد في نظم شعر الملحون على الدارجة
وأبرز د عبد الإله ثابت صعوبة تحويل المقروء الى المكتوب لأن كتابة الملحون صعبة بسبب اللهجات
ودعا الى البحث عن سبل قراءة الملحون كما ينشد، دون الإخلال بقواعد كتابته
ذ نور الدين شماس عضو أكاديمية المملكة أكد في مداخلته على أن كتابة الملحون تقربه من الفئة المثقفة
وأن كتابته تبقى مرتبطة بالمستوى التعليمي للشاعر فإن كان أميا فإنه يكتب الكلمات حسب النقط ما يحتم على المنشد نطق الكلمة الصحيحة
أما شاعر الملحون المعاصر ابن مدينة أزمور المتيم بمدينة مراكش ادريس رحمون تتطرق الى صعوبة شعر الملحون الذي يتطلب التنسيق بين الكتابة والقراءة
كما شدد على تحيين نسخ الملحون خصوصا القديمة منها
لأن بعض الحروف قد تنمحي مع توالي الزمان و تتعرض مادة السمخ ( السمخ كان يعتمد عليه في الكتابة بواسطة قلم من القصب) الى المحو مما يأثر سلبا. على الحروف وتغيير معه المعنى الحقيقي للكلمة
وفي المداخلة الثالثة تحدث ذ مصطفى برادي عن إشكالية الملحون مع النساخة ( (جمع ناسخ)
في حالة توالي النسخ وضياع النسخة الأصلية، لشيخ السجية واعتماد المنشد على نسخة الناسخ
ففي هذه الحالة يجب على المنشد (شيخ لكريحة) مراعاة الإيقاع والوزن والمضمة والقياسات
كما أشار أن شعر الملحون يكتب كذلك الى الخاصة
ذ بدزي عبد الجليل كان عنوان مداخلته الإنفتاح على الجامعة
والإعتماد على كتابة تتناسب مع ما هو متداول على وسائل التواصىل الإجتماعي من أجل إتاحة قراءة القصائد بسهولة من طرف الطلبة، لأن الاعتماد على النسخ بالطريقة القديمة يعيق قراءة وفهم القصائد الملحونية
ذ جمال بن عطية اعتمد على اختصاصه ليذكر بانواع الخط وخاصة الخط العربي ونسخ قصائد الملحون
أما ذ عبد الجليل فرحي شيخ لكريحة المثقف نبه الى أن إعتماد المنشد على الهاتف أو علىى ورقة مرقونة عليها القصبدة المنشودة يشكل خطرا على حفظ القصائد الملحونية
وأشاى أن بفضل الإعتماد على النسخ والصرد تداولت قصائد الملحون عبر الأجيال
وبمكن اعتبار شيخ لكريحة عبد الجليل فرحي من المنتمين الى مدرسة النسخ والصرد لكونه تتلمذ او تشيخ بلغة الملحون على يد شيخين تركا بصمتهما في الملحون على الصعيد الوطني الوداي احمد بن ابراهيم والعزيزي وكان يطلبان منه نسخ القصيدة التي سيؤدي في أمسية الجمعة تم صردها وحسب لغة الملحون حتي تيطبها عاد يمكن له إنشادها
وكان الرئييس المؤسس للجمعية المرحوم ذ عبد الله الشليج يحفز الأشباح على حفظ أكبر عدد ممكن من القصائد مقابل مبلغ مالي
(100 درهم مقبل حفظ قصيدة جديدة)
المائدة المستديرة أفرزت مدرستين
مدرسة تدعو الى التخلي عن نسخ القصائد بالطريقة التقليدية والإعتماد على وساءل التواصل الإجتماعي لنشر شعر الملحون بين فئة الشباب
أما المنتمون الى مدرسة النسخ والحفظ يحذرون من أن الإعتماد على الحواسب والهواتف في كتابة قصائد الملحون قد يفقد للملحون أحد مميزاته لأن نسخ الملحون في أغلبيتها منسوخة بخط عربي جميل وكنموذج مخطوطات المرحوم الشيخ محمد دلال الحسيكة من شيوخ جمعية هواة الملحون قبل ان تحمل اسم جمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون
وان الملحون يبقى ثراثا ثقافيا وموروثا تاريخيا وأن أي تغيير دخيل على مكونته الأساسية كالإستغناء عن النسخ قد يفقده لقب ثراث لا مادي كما صنفته الأمم المتحدة
وقبل اختتام المائدة المستديرة ورفع التوصيات الى الجهات المختصة أقترح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض الدكتور عبد الجليل لكريفة على ذ نور الدين شماس عضو الأكادينة إنشاء معجم للملحون
لتختتم المحطة الرابعة من الدورة الخامسة للمهرجان الجهوي للملحون في دورته الخامسة بسهرة فنية ملحونية
تحت عنوان : ثراث الملحون حزء من الهوية المغربية وذلك مساء يوم الأربعاء 30 ابريل الجاري على الساعة السابعة مساء بالقاعة الصغرى بدار الثقافة الداوديات