إنزكان: حي “دوتاكيت” بتراست بين مطرقة التهميش وسندان التجاهل التنموي

مكتب أكادير / هشام الزيات
رغم أن المملكة المغربية على مشارف احتضان لحدث رياضي عالمي هام أواخر سنة 2025، لا يزال حي “دوتاكيت” بتراست التابع لجماعة إنزكان غارقًا في مستنقع التهميش والتفقير، وكأن عجلة التنمية قد نسيت طريقها إلى هذا الركن المنسي بالمدينة .
في مشهد يعكس الفجوة الصارخة بين الشعارات التنموية والواقع الميداني، يعاني سكان هذا الحي المذكور من غياب شبه كلي لأبسط مقومات البنية التحتية، طرق محفرة، غياب النظافة وندرة حاويات النفايات، ناهيك عن تواجد كثرة الفئران والحشرات وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي، وانتشار الكلاب الضالة والخنازير ليلا، وغياب فضاءات خضراء أو مرافق إجتماعية، والفوضى الناتجة عن احتلال الملك العمومي، مما يجعل الحياة اليومية في هذا الحي أكثر تعقيدا، لكن الأخطر من ذلك، وربما الأكثر إحباطًا، هو انعدام خدمة الإنترنت، التي باتت في عصرنا الحالي حقًا من حقوق المواطن الأساسية، وأداة ضرورية للتحصيل الدراسي والعمل والتواصل .
وفي خطوط ممتلئة، وأبواب موصدة يحاول السكان مرارًا وتكرارًا الاشتراك في خدمة الإنترنت، لكنهم يصطدمون بجواب ثابت من طرف تقنيي شركات الاتصال المفوض لها تقديم الخدمة: “الخط مملوء عن آخره”، وتتحول رحلة البحث عن الربط بالشبكة إلى تجربة مليئة بخيبات الأمل، حيث يتعرض بعض السكان للنصب والاحتيال من طرف من يُفترض أن يكونوا ممثلين لخدمة المواطن، دون حسيب أو رقيب .
وهنا يتساءل سكان الحي، بمرارة، عن الجدوى من الشعارات الرسمية حول تعميم الرقمنة والمساواة في الفرص، وهم يشاهدون أطفالهم يعودون من المدارس دون القدرة على إنجاز فروضهم عبر الإنترنت، ويُحرم شبابهم من فرص التعليم والعمل عن بعد .
ويذكر أن واقع حي “دوتاكيت” اليوم يفرض تحركًا عاجلًا من السلطات المحلية والمنتخبين والجهات المسؤولة عن البنية التحتية الرقمية، فالتنمية ليست حكرًا على مراكز المدن والمناطق السياحية، بل حق للجميع، في المركز والهامش على حد سواء .
فهل سيبقى “دوتاكيت” شاهدًا على فشل السياسات التنموية، أم أن 2025 ستكون موعدًا لانبعاث جديد يحق لهؤلاء السكان أن يحلموا به…؟