
في قلب المدينة الحمراء، حيث تختلط الأصالة بسحر الحياة اليومية، يبرز سائق طاكسي استثنائي لا يشبه غيره. فقد أصبح حديث الزبائن ومصدر إعجاب المارة بفضل أناقته اللافتة ولباقته النادرة، مقدماً صورة راقية عن مهنة كثيراً ما تُغفل تفاصيلها الجميلة .
ببدلة أنيقة وربطة عنق منسقة، لا يركب هذا السائق المراكشي سيارته الصفراء إلا وهو في أبهى حلّة، وكأنّه يستعد لحفل رسمي. غير أن هذه العناية بالمظهر ليست مجرد استعراض، بل تعبير صادق عن احترام عميق لمهنته وركابه. فالهندام الجميل، بالنسبة إليه، هو أول رسالة ثقة يُرسلها إلى زبنائه، ودعوة ضمنية لرحلة تسودها الراحة والاحترام .
ولم تقف جمالية الصورة عند الشكل فقط، بل امتدت إلى طريقة التعامل والكلام. فبابتسامة دافئة وكلمات منتقاة بعناية، يستقبل الزبون ويودعه، ما يضفي على التجربة طابعاً إنسانياً راقياً قلّ نظيره. وقد عبّر العديد من الركاب عن إعجابهم بهذا النموذج المضيء، معتبرين أن مثل هؤلاء السائقين يعكسون الوجه الحقيقي لمراكش: مدينة الذوق والكرم والرقي .
في زمن باتت فيه السرعة واللامبالاة تطغى على تفاصيل الحياة اليومية، يذكّرنا هذا السائق بأن الجمال يكمن في البساطة، وأن الاحترام يبدأ من احترام النفس والمهنة. هو ليس مجرد سائق طاكسي، بل سفير غير رسمي لمدينته، يقدّم كل يوم درساً في الذوق والمسؤولية .