
في واقعة تسلط الضوء من جديد على خطورة تداول الأخبار الزائفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أوقفت مصالح الدرك الملكي بعين عتيق، فجر اليوم، الـ”تيكتوكر” المعروفة بلقب “غفران”، وذلك بعد نشرها مقطع فيديو مفبرك تدعي فيه مشاهدتها لعملية اختطاف فتاة بالقرب من منزلها .
الفيديو الذي سرعان ما انتشر على نطاق واسع، حصد آلاف المشاهدات على منصة “تيك توك”، وأثار موجة من القلق والهلع بين المواطنين، خاصة بعد أن زعمت فيه “غفران” وجود عصابة متخصصة في اختطاف الفتيات تنشط بالمنطقة .
استجابة لحساسية وخطورة المزاعم، تحركت المصالح الأمنية على وجه السرعة، وباشرت تحقيقات دقيقة بأمر مباشر من النيابة العامة، ومع توالي التحريات الميدانية، ثبت أن ما ورد في الفيديو مجرد رواية مفبركة لا أساس لها من الصحة، حيث لم يتم تسجيل أي بلاغ أو مؤشر على وجود عملية اختطاف بالمكان والزمان المذكورين .
ولم تقف تداعيات الواقعة عند “غفران” وحدها، إذ كشفت الأبحاث عن تورط ثلاث شابات أخريات في نسج هذه القصة الملفقة والمشاركة في ترويجها، ما يعزز فرضية وجود تنسيق مسبق لنشر إشاعة منظمة هدفها خلق البلبلة وإثارة الرعب .
وتخضع الموقوفات حالياً لتدابير البحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة، حيث يُنتظر تقديمهن للعدالة لمواجهتهن بتهم ثقيلة تشمل نشر أخبار زائفة، ترويع المواطنين، والمساس بالإحساس العام بالأمن، وهي أفعال يعاقب عليها القانون المغربي بشدة .
تُعيد هذه الحادثة إلى الواجهة مسألة الاستخدام غير المسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي، وضرورة تعزيز الوعي الرقمي بين الشباب، في ظل اتساع رقعة المحتوى المضلل الذي قد تكون له عواقب وخيمة على أمن المجتمع وسكينته .