إنزكان: صورة إنسانية راقية لرجال الأمن يترجلون لتقديم التحية لجنازة بمدينة الدشيرة

مكتب أكادير / هشام الزيات

في مشهد إنساني مؤثر حمل الكثير من الاحترام والتقدير لقيم المجتمع وتقاليده، توقف عناصر من رجال الأمن الوطني التابعين لمفوضية شرطة إنزكان زوال أمس الأحد 8 يونيو الجاري بمدينة الدشيرة، عن أداء دوريتهم الاعتيادية، وترجلوا من سيارتهم الرسمية ليقفوا وقفة تحية وخشوع أثناء مرور جنازة صادفت طريقهم .

الواقعة، التي وثقها شهود عيان، أثارت إعجاب واستحسان كل من حضر الجنازة، وخلّفت انطباعًا قويًا عن أخلاق ومهنية رجال الأمن، الذين أظهروا أن واجبهم لا يقتصر فقط على حماية المواطنين، بل يشمل أيضًا احترام مشاعرهم ومناسباتهم، في الحياة كما في الموت .

وقد وقف رجال الأمن دقيقة صمت، واضعين أيديهم على صدورهم، في مشهد يعكس عمق الروح المجتمعية والانتماء إلى قيم التضامن والتآزر، التي لطالما شكلت أساس التعايش بالمدينة، هذا التصرف العفوي لم يكن مجرد بروتوكول رسمي، بل تعبير حقيقي عن التقدير الإنساني الذي يستحقه كل فرد في هذا الوطن .

ووسط الحزن الذي يخيم على أهل الفقيد، جاء هذا الموقف ليترك لمسة إنسانية خالدة في ذاكرتهم، وليرسل رسالة مفادها أن رجال الأمن أقرب إلى المواطنين مما يُتصور، يشاركونهم لحظات الفرح وأيضا الحزن، ويقفون إلى جانبهم حتى في صمت الجنازات .

وتتوالى مشاهد الاحترام والتقدير في مدينة الدشيرة، لكن ما حدث اليوم سيبقى محفورًا في الذاكرة، دليلاً على أن الإنسانية لا تُعلَّم، بل تُجسَّد في المواقف .