
مكتب أكادير / هشام الزيات
في أجواء من الحماس الثقافي والنقاش الأكاديمي المثمر، احتضن المركب الثقافي لمدينة أيت ملول يوم أمس الخميس 12 يونيو الجاري، ندوة علمية متميزة تحت عنوان: “فرجة الكرنفال: من إحياء وحفظ التراث، إلى صيانة الذاكرة الجماعية والتسويق الترابي” .
وقد نظمت هذه الندوة من طرف مؤسسة مهرجان بيلماون بودماون، بشراكة مع جماعة أيت ملول، وماستر “المغرب في إفريقيا: تاريخ وتراث” التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة ابن زهر بأكادير.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المرموقين، الذين أضاءوا جوانب متعددة من موضوع الكرنفال، كلّ من زاوية تخصصه الأكاديمي وتجربته البحثية. ومن بين المتدخلين: الدكتور “إبراهيم أودادا” أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أيت ملول، والدكتور “حسن لعكير” أستاذ بجامعة غرناطة ومدير الكرسي الدولي للثقافة الأمازيغية، والدكتور “مصطفى قادري” أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس الرباط، والدكتور “رشيد أوترحوت” أستاذ بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية أيت ملول، والدكتور “عبد العزيز ياسين” منسق أشغال الكرسي، والدكتور “محمد العماري” أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير .
وقد شكل حضور السيد “هشام القيسوني” رئيس جماعة أيت ملول، ورئيس الملحقة الإدارية الخامسة، إلى جانب عدد من الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي، دعمًا قويًا لجهود الانفتاح الثقافي التي تعرفها المدينة .
ركزت المداخلات على الأبعاد المتعددة لكرنفال “بيلماون بودماون” بوصفه ظاهرة ثقافية وتراثية ضاربة في عمق التاريخ، تعبّر عن روح الجماعة وقيم التضامن والفرح الشعبي، كما تم التطرق إلى أهمية هذه الفرجة الجماهيرية في صيانة الذاكرة الجماعية، وتثمين الموروث الثقافي المحلي، وسبل توظيفها في خدمة التنمية المجالية والتسويق الترابي للمنطقة .
وتوقفت الندوة عند ضرورة المزاوجة بين البعد الاحتفالي والفني للكرنفال، وبين المقاربة الأكاديمية التي توثق وتحلل وتحمي هذا التراث، بما يضمن ديمومته وتناقله بين الأجيال، مع الانفتاح على الآفاق الإبداعية والسياحية التي يمكن أن تفتحها مثل هذه التظاهرات .
لقد أبرزت أشغال هذه الندوة، مرة أخرى، أن الحفاظ على التراث لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تكامل جهود الباحثين، والمؤسسات الثقافية، والمنتخبين المحليين، وكل الفاعلين المعنيين، في سبيل ترسيخ هوية ثقافية غنية ومتجددة تساهم في التنمية الشاملة .