هيئة التحرير
في خطوة استراتيجية تعكس عمق الشراكة العسكرية بين الرباط وواشنطن، أعلن البنتاغون انضمام المغرب إلى برنامج التدريب الجوي القتالي المتقدم P5 Combat Training System (P5CTS)، إلى جانب دول حليفة أخرى كأستراليا، السعودية، ومصر.
ويمثل هذا التطور تتويجًا لمسار طويل من التعاون الدفاعي الثنائي، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من التكامل العملياتي بين القوات الجوية المغربية ونظيرتها الأمريكية
يعد برنامج P5CTS أحد أكثر أنظمة التدريب تطورا في العالم، حيث يعتمد على تقنيات محاكاة متقدمة (ACMI) تسجل البيانات القتالية في الزمن الحقيقي، ما يسمح بتقييم دقيق للمناورات وتحليلها بشكل معمق، وبتوفير القدرة على العمل المشترك مع طائرات من الجيل الخامس مثل F-35، يضع هذا البرنامج المغرب ضمن دائرة الدول التي تستعد لتحديات المعارك الجوية المستقبلية متعددة الأطراف، بما في ذلك السيناريوهات المركبة والنزاعات عالية الكثافة.
بالنظر إلى التحديثات التي شهدتها القوات المسلحة الملكية في العقدين الأخيرين، فإن هذا الانضمام يندرج في إطار رؤية استراتيجية لبناء قوة دفاعية قادرة على التفاعل بكفاءة مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
فطائرات F-16 المغربية، التي خضعت لتحديثات تقنية في السنوات الأخيرة، ستصبح الآن أكثر قدرة على التكيف مع سيناريوهات القتال الحديثة بفضل دمج نظام P5CTS، الأمر الذي يعزز من جاهزيتها القتالية والتكامل مع الشركاء الدوليين.
يشير العقد الذي يمتد حتى سنة 2032 إلى التزام طويل الأمد بين الطرفين، ويعكس ثقة واشنطن في قدرة الرباط على مواكبة التكنولوجيا العسكرية الحديثة، كما أن اعتماد المغرب على برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) لتمويل المشروع يؤكد متانة العلاقات المؤسسية بين وزارتي الدفاع في البلدين.
من المنتظر أن يشكل هذا التطور دفعة قوية للمغرب في مساعي تعزيز أمنه القومي، ورفع كفاءة قواته الجوية ضمن أفق تكامل إقليمي ودولي أكبر، خصوصًا وأن المنطقة تعرف تحولات أمنية متسارعة وتنافسًا متزايدًا على النفوذ العسكري والتقني.
من خلال هذا الانخراط، يعزز المغرب موقعه كفاعل أمني موثوق به في إفريقيا والضفة الجنوبية للمتوسط، ضمن توازنات دولية متحركة تفرض على الدول تطوير منظوماتها الدفاعية بشكل مستمر.
