في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس الأربعاء 18 يونيو الجاري، تحوّل تدخل أمني لإجهاض عملية هجرة غير نظامية بشاطئ “سيدي الطوال” التابع لجماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، إلى مشهد درامي بعدما أصيب دركي بطلق ناري خطير على مستوى الوجه، في واقعة أثارت موجة من القلق والغضب في صفوف الساكنة والرأي العام المحلي .
وحسب مصادر محلية، فإن الدركي المصاب، الذي كان يشارك ضمن دورية ميدانية تابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بسيدي بيبي، تعرّض لطلق خرطوش من بندقية صيد كانت بحوزة أحد أفراد شبكة متورطة في تهريب البشر، أصابه بشكل مباشر على مستوى الوجه والعين اليسرى، في محاولة يائسة لعرقلة التدخل الأمني .
الضحية جرى نقله في حالة حرجة على وجه السرعة نحو المستشفى العسكري بأكادير، حيث وُضع تحت العناية المركزة، وينتظر أن يخضع لثلاث عمليات جراحية معقدة تشمل الفك والعين، في وقت يخيم فيه القلق على محيطه المهني والعائلي .
العملية الأمنية، التي جاءت تحت إشراف ميداني لقائد مركز الدرك الملكي بسيدي بيبي، وبتعليمات مباشرة من القائد الإقليمي بسرية بيوكرى، أسفرت عن توقيف 30 مرشحًا للهجرة السرية، من بينهم 8 مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، و5 نساء و5 قاصرين، بينهم طفلان يرافقان والدتهما .
وقد تم وضع الراشدين تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، بينما جرى الاحتفاظ بالقاصرين تحت المراقبة لحين استكمال التحقيقات، وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات تواصل تحرياتها لتفكيك الشبكة المتورطة، والوصول إلى العقل المدبر لهذا المخطط الإجرامي .
الحادثة فتحت باب التساؤلات مجددًا حول تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية واستعمال العنف في وجه القوات العمومية، ما يُعدّ تصعيدًا خطيرًا في أساليب شبكات التهريب، التي باتت لا تتردد في استخدام السلاح لحماية مصالحها غير المشروعة .
وتطالب أصوات محلية بتعزيز الوسائل اللوجستية والبشرية لمصالح الدرك والقوات الميدانية، خاصة في المناطق الساحلية الحساسة، التي باتت هدفًا دائمًا لشبكات التهريب، وسط أوضاع اجتماعية واقتصادية تدفع المزيد من الشباب إلى ركوب قوارب الأمل ولو على حساب حياتهم أو حياة رجال الأمن .
