أخبارسياسة

فعاليات مدنية بأكادير تهدي “علب بسكويت” لكاتب المجلس الجماعي ردا على تصريحاته حول توقيت إغلاق المحلات

مكتب أكادير / هشام الزيات

في خطوة رمزية تنضح بالسخرية والاحتجاج الحضاري، أقدمت فعاليات مدنية بمدينة أكادير على تسليم هبة غير مألوفة عبر البريد المضمون إلى كاتب المجلس الجماعي، الذي يرأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تمثلت في أربع علب من البسكويت، في رد ساخر على التصريحات الأخيرة المنسوبة إليه حول توقيت إغلاق المحلات التجارية .

وتأتي هذه الخطوة على خلفية تصريح أثار جدلاً واسعًا، مفاده أن “من يبحث عن الخبز بعد منتصف الليل عليه أن يكتفي بعلبة بسكويت”، في سياق دفاعه عن قرار إغلاق المحلات عند الساعة الواحدة صباحًا، وهو التصريح الذي اعتبره كثيرون استفزازيًا وينم عن قطيعة مع الواقع اليومي للمواطنين .

وقد تم توثيق هذه المبادرة بالصور والفيديوهات التي انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث لاقت تفاعلًا كبيرًا وفتحت الباب أمام نقاش واسع حول طبيعة الخطاب الرسمي ودرجة تلمّسه لنبض الشارع، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بفئات واسعة من المغاربة .

وقال أحد النشطاء المدنيين المشاركين في المبادرة، في تصريح لوسائل الإعلام: “أردنا أن نوجّه رسالة بطريقة حضارية وبأسلوب ساخر يحمل في طيّاته وجع الناس، فالمواطن البسيط لا يعيش على البسكويت، هناك من يشتغل حتى منتصف الليل لتأمين قوت يومه، وأي قرار يتخذ دون مراعاة هذا الواقع، فهو قرار منفصل عن معاناة الشارع” .

وتأتي هذه الواقعة في سياق أشمل من الاحتقان الشعبي المتزايد تجاه السياسات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة ما يتعلق منها بتقييد حركة الأنشطة التجارية في المدن، مما ينعكس بشكل مباشر على أرزاق مئات الآلاف من العاملين في القطاع غير المهيكل .

تصريحات كاتب المجلس خلال جلسة دورة المجلس الأسبوع الماضي، والتي جاءت في سياق مناقشة توقيت إغلاق المحلات، فجّرت موجة من الانتقادات على الصعيد الوطني، حيث اعتبر كثيرون أن الخطاب يفتقر إلى الحس الاجتماعي ويعبّر عن نظرة “فوقية” لا تراعي واقع الأسر المغربية التي تعيش على إيقاع العمل الليلي، سواء في التجارة أو الخدمات أو النقل .

وفي ظل غياب أي توضيح رسمي أو مراجعة للمقترحات المطروحة بشأن تحديد توقيت الإغلاق، تتواصل المبادرات الرمزية كأشكال تعبير مدني تعكس الرفض الشعبي، وتؤكد في الوقت نفسه أن المواطن المغربي بات يبحث عن إيصال صوته بكل السبل، حتى وإن كان ذلك عبر “علبة بسكويت” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock