من أمام قبة البرلمان : الصحافيون المغاربة ينتفضون من أجل تنظيم ذاتي مستقل و ديمقراطي

هيئة التحرير
في مشهد يعكس يقظة مهنية متزايدة، شهدت العاصمة المغربية الرباط صباح اليوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري، وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى البرلمان، نظمتها الهيئات النقابية و المهنية العاملة في قطاع الصحافة و النشر، تحت شعار : “من أجل تنظيم ذاتي لمهنة الصحافة والنشر مستقل ومنتخب وديمقراطي”، عبّر الصحافيون و الصحافيات عن رفضهم لما وصفوه بـ”التراجع المقلق” في استقلالية المهنة و غياب الشفافية في تدبير المجلس الوطني للصحافة.
رفع المحتجون شعارات تطالب برحيل وزير الشباب والثقافة و التواصل، محمد المهدي بنسعيد، باعتباره المسؤول السياسي عن القطاع، كما دعوا إلى إنهاء عمل اللجنة المؤقتة لتسيير المجلس الوطني للصحافة، التي انتهت صلاحيتها القانونية منذ أشهر، معتبرين استمرارها “غير شرعي” و”يمس بمصداقية المجلس و استقلاليته”.
و قد شدد المحتجون على ضرورة إصلاح القانون المنظم للمجلس الوطني للصحافة بما يضمن تمثيلية ديمقراطية و تنظيمًا ذاتيًا حقيقيًا، يعزز دور الصحافة كسلطة رابعة تراقب وتدافع عن قيم الديمقراطية والحرية.
تأتي هذه الوقفة في ظل توترات متزايدة بين الجسم الصحافي و السلطات المعنية، خصوصًا بعد تمديد عمل اللجنة المؤقتة دون الرجوع إلى انتخابات مهنية، ما اعتبره الصحافيون “انقلابًا ناعمًا” على مبدأ التنظيم الذاتي الذي ناضلوا من أجله لسنوات.
الاحتجاج يعكس أيضًا رفضًا لمحاولات تسييس المجلس الوطني للصحافة، و تحويله من هيئة مستقلة إلى أداة إدارية تخضع للوصاية، و هو ما يتعارض مع روح الدستور المغربي الذي يكرّس حرية التعبير واستقلالية المؤسسات المهنية.
الوقفة عرفت مشاركة واسعة من ممثلي النقابات المهنية، و صحافيين من مختلف المؤسسات الإعلامية، الذين أكدوا أن رسالتهم موجهة إلى السلطات التشريعية و التنفيذية: احترام استقلالية المهنة، إعادة الإعتبار للمجلس الوطني للصحافة، و الاستجابة لمطالب المهنيين.
و رغم قوة الشعارات، جرت الوقفة في أجواء سلمية ومنظمة، عكست نضج الجسم الصحافي وإصراره على الدفاع عن حقوقه بوسائل حضارية.



