الشاعر التونسي محمد دراجي يكتب كتاب ” رأيت على وجهها استحياء”

رشيد العطواني //مكتب سيدي سليمان
إنما الأمم أخلاق إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا إنما نحن نعيش في عصر تبني فيه الشبان ثقافة غير ثقافة الأجداد فكشف الغطاء عن الحياء و تبخرت العفة وسط الدخان أنشأته أيادي الغرب في عالم افتراضي يبيح اللا معقولات من الأمور .
و إنما الأمة العربية أخلاقها تغربت و السبب في تحولها أعلامها و رموزها و مثقفيها و فنانيها . لسنا ضد التحول و الحداثة لو حافظ الشاعر محمد دراجي علي أصالتها و عراقتها العربية و قيم الأجداد و قيم أديان التوحيد الإلاهي .
فلا يجب أن يخفي علي كثير من العرب المعاصرين أن الشاب الشاعر عمر ابن ربيعة هو من أوائل المتحدين لثقافة الأجداد التي لا يجب أن نسلم في أصالتها و عراقتها و مورثها الثقافي و الحضاري أيضا .
فقد ولد هذا الشاب الشاعر ليلة وفات عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و شتان بين الثري و الثريا فسمي باسمه و لا يخفي علي أحد أنه قد أباح لنفسه الاختلاط بالنساء دون تحرج كما أباح لنفسه التغزل بهن و الغزل هو الحديث إلي النساء حديثا محبا إليهن بذكر محاسنهن البائنة كوسع العينين و الوجه الأبيض ذلك حلال طالما لم يقله الشاعر في معينة متلاعبا بمشاعرها …
و يقول سليمان بن عبد الملك أنه سأل ابن أبي ربيعة ” ما يمنعك من مدحنا ” فأجاب بما لا يدع مجالا لشك أنه أحدث شيئا في ثقافة العرب السائدة ” أنا لا أمدح إلا النساء ” فمدحه للنساء مدح خلقة أكثر من مدح خلق و روح و قيم .
العلوية أي الفوقية منها الحلم يبتدئ ومجالها العاطفة الروحية ليكون الإنسان قبل كل شيء كتلة من المشاعر فالفاقد لعاطفته فاقد لإنسانيته .
و إن الشعر العلوي هو الاستعلاء و الترفع عن أشعار الغزل فالغزل يمدح الجسد و العلوية تمدح الروح و العقل و الفكر . فهته مدرسة مستحدثة في الأدب تتبني نظرية أفلاطون في الحب كما تحترم حوار الحضارات و الأديان و الأجناس و لا
تمانع بشروط الحوار في حدود الأخلاق العلوية بميزان الأديان السماوية ، وتقدس المتفق عليه فيها من الأمور كالزواج و العمل و العلم و تحترم الاختلافات القيمية و العقائدية بينها تنتقد المنبوذ فيها كالفواحش ما ظهر منها وما بطن و ترفض حصر الأخر في اللذة و العلاقة الرومانسية بل فإنها جاءت بمفهوم جديد في العشق و مبادئ أرقي من المفهوم المتعارف عليه إنما هي الحكمة المثلي و الحكمة المحضة ” من استعان بغير الله ذل ” و الجمال الروحي الحقيقي الذي لا ينحصر في جمال خلقة الجسد . من خلق الحب أليس الله من خلق المتحابين أليس الله فالأولي بالمتحابين أن يتحابا في الله و أن يتقي المرء الله في من أحب . ثم نلاحظ أنه ادعى كثير من الأزواج الحب و انتهي بالطلاق لان حبهم مبني علي الرومانسيات بكل ما تعنيه الكلمة من معاجم النسيان الناعم التي يمكن أن تصدر في الشأن و العلة في ذلك مفادها انعدام أطروحة الحب الأفلاطوني الصادق و الطاهر و العفيف و العلوي ….
الحب ليس حب جميل لبثينة و لا حب قيس لليلى و لا حب عنترة لعبلة فقد سال الحبر جزافا ليترك بصمة
تلك القصص فينا بل الحب حب علي أمير المؤمنين لفاطمة بنت الرسول ذلك الحب الذي قذفه الرحمان في القلوب فيا من تبحث عن مدرسة تتعلم فيها الحب فلن تجد خيرا من المدرسة العلوية تلك المدرسة التي أسسها سيدنا أمير المؤمنين عليا كرم الله وجهه لتصبح بعده خاوية تنتظر فاتحا كعلي يفتحها و سيدة تعتلي عرشها كفاطمة بنت الرسول صلي الله عليه و سلم تلك هي القلعة المحصنة فنعم الفاتح فاتحها ، و نعم الفدائي جنديها
يقول مؤسس المدرسة العلوية في أشعار الحب سيدنا علي رضي الله عنه حين دخل علي فاطمة عليهاالسلام فوجدها تستاك فنظر إليها يخاطب المسواك
” حظيت يا عود الأراك بثغرها أما خشيت يا عود الأراك أراك”
علي هته الأرضية الأدبية كان الشرف للشاعر محمد دراجي أن ينقش الحروف و الكليمات في مجموعة من رسائل و القصائد من تجربة التحدي فيها قاصي قد عاشها تفاصيلها في كتاب يلخص مغامرته نحو المجهول
تحت عنوان ” رأيت علي وجهها استحياء ” …