
مكتب سيدي قاسم // عبد الإله بلفقيه
بكل موضوعية و دون مقدمات متابعينا الأفاضل لبرنامجكم “رموز قاسمية” الذي بدأ يصير مألوفا كمولود جديد بشبكة “يسبريس 7” الإخبارية الباحثة دائما على الإبداع و الموضوعية و الجودة الإعلامية و كل ما هو مفيد من الذاكرة التاريخية الوطنية المجيدة و ها هو حديث من وقائع و أخبار و أحداث و أنشطة مختلفة في المجالات المختلفة يبقى إسم بطلنا القاسمي لهذا السمر الرمضاني الليلي إسما رنانا محبوبا في الأوساط القاسمية بل و الوطنية و حتى خارجها: فهنا فخامة الإسم الممزوجة مع بطولات و تضحيات و إنجازات الرجل: بالطبع نتحدث عن البطل: عبد القادر علام المرتبط إسمه بملعب الإتحاد الرياضي القاسمي: ملعب الشهيد العقيد عبد القادر علام رحمة الله تعالى عليه.
فقد كان ميلاد عبد القادر علام في 20 شتنبر 1926م بمدينة سيدي قاسم، وهو الأكبر بين إخوته العشرة، والده أحمد بن القايد الجيلالي ووالدته طامو بنت بنعيسى بنزروال وأخت القايد عبد الرحمان بنزروال.
أمضى عبد القادر علام دراساته الإعدادية بإعدادية المهدي بن تومرت، فثانوية المنصور الذهبي العريقة بسيدي قاسم، ثم ثانوية مولاي يوسف بالرباط، بعدها مباشرة في سنة 1945م التحق بالأكاديمية العسكرية بمكناس التي قضى بها مدة 4 سنوات، ثم التحق بمدينة بوردو الفرنسية سنة 1950م حيث تلقى تكوينا عسكريا هناك، كما شارك في حرب الصين الهندية لمدة سنتين. وقد كان عبد القادر علام من المستقبلين للملك محمد الخامس رحمة الله تعالى عليه إبان عودته من المنفى سنة 1953م.
وفي سنة 1963 شارك في حرب “حاسي بيضا” ضد الجزائر وهي السنة التي رقي فيها إلى درجة قائد وحاز على وسام من الراحل الحسن الثاني بمدينة إفران.
وشاء قدر الله تعالى أن يكون من بين ضحايا الانقلاب الفاشل على الحسن الثاني بالصخيرات سنة 1971م، حيث سقط جريحا ونجا بأعجوبة.
ومباشرة بعد تماثله للشفاء عين للمشاركة في حرب الجولان سنة 1973م على رأس إحدى التجريدتين اللتين بعثهما المغرب إلى الجولان إلى جانب باقي جيوش الدول العربية في حربها ضد الكيان الصهيوني، وكانت تضم 5450 جندي و30 دبابة و12 طائرة و4 طائرات F5.
وفي ساحة الحرب في إحدى المعارك قام الجنود المغاربة الذين كان يقودهم عبد القادر علام بالتوغل في الجولان على حدود مكان يسمى “ساسة” وخلال اليومين الأولين من الحرب استعادت سوريا مدينة القنيطرة من طرف السوريين بدعم قوي و فعال للقوات الملكية المسلحة المغربية بقيادة بطلنا عبد القادر علام. والتي كانت قواتها البرية الشجاعة مثالا يحتذى به في الإقدام والتضحية؛ لذا فالدور المتميز الذي قامت به التجريدة المغربية التي قاتلت في معارك تحرير الجولان السوري المحتل جعل من عبد القادر علام إسما لامعا في هذه الحرب.
ويعتبر عبد القادر علام من الوجوه والأسماء الخالدة التي طبعت تاريخ المغرب عامة ومدينة سيدي قاسم خاصة، وهو يعتبر بطلا وطنيا استشهد في ساحة معركة التضحية على شريط الجولان في أكتوبر 1973م ودفن بمدينة القنيطرة السورية.
واعترافا بالمجهودات والبطولة التي قام بها هذا البطل المقدام قام الراحل الحسن الثاني بزيارة فعلية خاصة لمقبرة الشهداء بالقنيطرة سنة 1998م ووقف على قبر الشهيد عبد القادر علام مترحما على روحه و قام بتلاوة سورة الفاتحة، وهي الزيارة التي أعادها الملك محمد السادس سنة 2002م.
وقد كان الكولونيل عبد القادر علام أكثر من جندي عادي فهو الرجل القاسمي الذي تعددت فيه المواهب: حيث مارس الشهيد علام كرة القدم في صفوف الاتحاد الرياضي القاسمي كقلب هجوم وبعدها كمسير، كما كان عبد القادر علام يمتاز بالتواضع المشهود وكان ذلك يبدو جليا عند حلوله بمسقط رأسه سيدي قاسم حيث كان يعامل الجميع بحب واحترام كما يمد يد العون للمعوزين و المحتاجين، وكان يمتزج بالناس و الأوساط القاسمية الشعبية خصوصا كشخص عادي بين أبناء مدينته الذين كانوا يحملون له ذلك التقدير والاحترام الصادقين.
و نحن في خضم النفحات الإيمانية الزكية التي نعيشها في كنف شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك نسأل الله تعالى العلي العظيم أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنه الرحمان الرحيم مجيب السائلين.
أعزائنا متتبعي منبركم الإعلامي المخلص دائما لكم “يسبريس 7” لكم من كل طاقم برنامج “رموز قاسمية” و جميع أعضاء الجهاز الإداري و التنظيمي و الفني الوطني للجريدة والموقع الإلكتروني “يسبريس 7” أزكى نسائم المودة و الاحترام والتقدير.
وإلى لقياكم في القريب العاجل إن شاء الله من الحلقة القادمة من برنامج “رموز قاسمية” دمتم في أمان الله تعالى و حفظه.



