زكرياء المغاري / مكتب فاس
تُعَد مشكلة النقل الحضري في مدينة فاس، واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السكان والزوار على حد سواء فقد أصبحت وسائل النقل العام في المدينة، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة، تجربة صعبة ومرهقة، مما يتسبب في تأخيرات واضحة وتكدس مروري، إضافة إلى قدرة استيعاب غير كافية لعدد الركاب الضخم.
إن أهم الأسباب الرئيسية، لهذه الكارثة هو نقص التخطيط العمراني الفعال والرؤية المستقبلية في مجال النقل، و يعود هذا إلى عدة عوامل، منها النمو الديموغرافي السريع للمدينة، وتزايد عدد السكان، مما يزيد من الطلب على وسائل النقل العام.
و مع ذلك، فإن التوسع العشوائي للمدينة وعدم وجود خطط فعالة للنقل تعوق تطوير البنية التحتية اللازمة لتلبية هذا الطلب.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني النقل الحضري بفاس من تأخر التحديث التكنولوجي وتقنيات النقل الحديثة، فالحافلات المستخدمة في المدينة قديمة وغير صديقة للبيئة، وتفتقر إلى التكنولوجيا الحديثة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي ونظام الدفع الإلكتروني،الشيء الذي يؤدي إلى ازدحام وتأخيرات غير ضرورية.
علاوة على ذلك، يعاني الركاب من انعدام الانضباط، وسوء الخدمة من قِبَل بعض سائقي وسائل النقل العام، كما ان السلوكيات الغير مهنية والقيادة العشوائية، تسبب تجار تتسبب في حوادث مرورية خطيرة تهدد سلامتهم.
و مع استمرار النمو السكاني، في فاس وتزايد الطلب على وسائل النقل العام يتطلب حل هذه المشكلة، تدخل فوري وحاسم إذ ينبغي على السلطات المحلية والوطنية والجهات المعنية، أن تتعاون لوضع خطط شاملة للنقل الحضري، تركز على التطوير البنيوي والتكنولوجي والتدريب المهني.
على سبيل المثال، يجب تحديث وتجديد أسطول وسائل النقل العام في فاس، بما في ذلك استبدال الحافلات القديمة بحافلات حديثة وصديقة للبيئة. يجب أيضًا تحسين البنية التحتية للنقل، مثل إنشاء مزيد من المحطات وتحديث الطرق والشوارع لتيسير حركة المرور وتقليل الازدحام.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير تدريب مهني وإشراف دقيق لسائقي وسائل النقل العام، لضمان احترام الضوابط المهنية، وتقديم خدمة عالية الجودة للركاب.
باختصار، فإن النقل الحضري في فاس يعاني من تحديات عديدة، تؤثر سلبًا على حياة السكان، يتطلب التدخل الفوري والجاد من قِبَل الجهات المعنية من خلال وضع خطط شاملة وتطوير البنية التحتية وتجديد وسائل النقل بالإضافة إلى تحسين التدريب المهني وتشديد الرقابة.