
الوداي المصطفى / مكتب مراكش
لم يكتفي الزلزال العنيف الذي ضرب مدن عديدة بالمغرب من تدمير المباني وحصد الأرواح بل امتد تدميره وخرابه الى مآثر تاريخية حضارية وثقافية، معالم مدرجة ضمن لائحة الثراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم اليونسكو
مآثر شاهدة على عظمة سلالات حكمت المغرب لمدة قرون وخلدت تقدمها الثقافي و الحضاري بمنشأتها المعمارية التي قاومت وحافظت على صمودها ومقاومتها للنكبات والكوارث الطبيعية لفترات من الزمن ليست بالهينة ناهزت عشرة قرون لتنحني وتبدو منخارة القوة وعاجزة عن مقاومة زلزال يعتبر من أشرس الكوارث الطبيعية التي عاشها المغرب على مدى مئات السنين وتنهار ركاما من الأتربة.
مآثر ومعالم أثرية حضارية تقافية تأثرت بقوة الهزة الأرضية التي بلغت 7 درجات على سلم ريختر وهدمت قرى وتجمعات سكنية بأكملها
من آكثر المآثر التاريخية تضررا ودمارا وخرابا مسجد تينمل لوجوده ببؤرة الزلزال وبالضبط بمنطقة ثلاتن يعقوب
مسجد تنميل مهد تأسيس دولة الموحدين تأسس منذ قرابة 900 سنة ويعود تاربخه الى القرن التاسع عشر أسسه الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي سنة 1153 /537 ه وتم ترميمه من طرف الاونا في سنة 1991
معلمة كانت شاهدة على تأسيس دولة عظيمة وصل حكمها الى الأندلس تنهار بعد تسعة قرون أمام قوة زلزال مدمر
معلمة آخرى دينية اسقطتها درجات الزلزال المدمر الجد مرتفعة على سلم الزلازل، صومعة مسجد خربوش المتواجد بأهم معالم المدينة الحمراء ساحة جامع الفناء
وفي الجهة الاخرى القريبة من الساحة وعلى بعد امتار من الصومعة المنهارة كانت الطاف الله حاجزا حال دون سقوط معلمة من أهم معالم مدينة مراكش إنها صومعة مسجد الكتبية التي يبلغ طولها 69 مترا حسب مصادر و77 مترا حسب مصادر أخرى وتحظى بعناية خاصة من حيث الترميم حافظت على شموخها و مقاومتها لقوة الزلزل المدمر الذي حاول إسقاط الصومعة وهو يتقادفها يمينا وشمالا لكن صمود وشموخ الصومعة مع لطف الله بقيت منارة مراكش شامخة ومواصلة الشموخ وكأنها مصرة على التضامن والوقوف عالية مع إخواتها صومعة حسان بالرباط وصومعة الخيرالدا باشبيلية كوقوف وتضامن المغاربة بهمم عالية في النكبات
إن صمدت صومعة مسجد الكتبية الذي يعتبر كذلك معلمة موحدية تم إنشاءه بجوار انقاض المسجد الذي يعود الى الحقبة المرابطية فإن هيكله قد تضرر
أسوار اامدينة التي يعود تاريخ بنائها الى العهد المرابطي والتي يبلغ طولها 19 كلم مع 20 بوابة و100 برج
تفاعلا مع احداث هذا الدمار والخراب قامت السيدة اودري ازولاي المديرة العامة لليونسكو مع بعثة مرافقة إلى مدينة مراكش دعما للسلطات المحلية وتحديد الأضرار في مجال الثراث وتأمين سلامة المباني لإعادة الإعمار