ملاحظات شكلية مرتبطة بتعديل _مراجعة مدونة الأسرة

د.نورالدين الوكيل / رئيس القسم القانوني للجريدة

1_ يعتبر ورش تغيير مدونة الأسرة لحظة بناء تعاقد اجتماعي جديد،ينظم العلاقات بين الأشخاص داخل المجتمع الواحد …..وبناء العقود لا يتم بسطحية أو بتعصب ، أو بالاتهامات و التحريض و أحكام القيمة ،بل يتم بالحوار و النقاش و الانفتاح على الواقع باختلالاته و إيجابياته
2.صحيح أن القوانين يجب أن تحددها مرجعيات واضحة و دقيقة ، و لكن هذه القوانين يجب ان تتفاعل أيضا مع معطيات الواقع العلمية، و تكون إجابة عن الحقيقة التي يعيشها أفراد هذا المجتمع بشكل يومي.
3.مدونة الأسرة ليست معركة بين رجل و امرأة ،بل هي فرصة لتحقيق العدل و العدالة لجميع أفراد المجتمع ،رجالا، نساء،و اطفالا .
4.تعتبر هذه اللحظة مهمة لنعيد لمفهوم المساواة مضمونها الحقيقي ،بعيدا عن استغلالها أو استعمالها كأداة من طرف السلطة ،لتبرير و تبييض وجهها في الخارج …لذلك يجب الوقوف عند هذا المفهوم باعتباره منظومة متكاملة تحترم كرامة و حرية الأفراد نساء و رجالا ،دون تمييز ،و دون انتقائية .
5.يجب أن يفرض الفاعلون بمختلف تلاوينهم الفكرية و السياسية نقاشا عموميا مؤسسا حول القضايا الخلافية المرتبطة بها : الإرث ،مساطر الطلاق و التطليق، الولاية ، النسب و البنوة،تزويج الطفلات،الزواج المختلط ……
6.يمكن للنقاش العمومي أن ينتج سقف تغيير عالي على مخرجات اللجنة التي ستدبر التغييرات ، و على ماجاء في الخطاب الملكي ،لذلك علينا أن نكون منصتين و منصتات لما سيؤول إليه النقاش العمومي،و الذي يجب أن يكون واضحا،محترما،جريئا و بناء .
يعتبر هذا الورش امتحانا آخرا لطريقة تدبير الحكم في هذا البلد …..للدولة و مدى إنصاتها لنبض المجتمع في تغيير القوانين التي تؤطر حياته اليومية …. للفاعلين المدنيين و السياسيين و الإعلاميين و مدى نجاعة تأثيرهم في القرار التشريعي ،و مدى قدرتهم على فرض و إدارة النقاش العمومي ……و للمجتمع بأكمله في مدى استيعابه و تدبيره لاختلافه و تنوعه .