عاصفة الالهاء والثورة الثقافية المؤجلة!
بوناصر المصطفى / مكتب مراكش
كانت نقاشات السبعينيات قد اجلت خطوتين لخطو خطوة مركزة تقود نحو ثورة ثقافية للأمام الا ان الكابوس هو ما كان ينتظرنا من هبوب عاصفة الرداءة او نظام التفاهة كما أطلق عليها الان دونو، باستنبات قادة كارتونيين تبرؤوا من انسانيتهم بارعون في تنفيذ استراتيجية الالهاء، اذ لم يعد ممكنا مسايرة الثقافة والذكاء بقدر ما أصبح همهم التحفيز على صوم العقل واذكاء شحنة الغباء.
اذ اتفقت جل الحكومات على منوال التعامل مع القواعد، وكأنهم قاصرين كي تحجر على جل القرارات بجرعة ملغومة، تحاول الالتفاف على مصادر الثراء الجماعي وتتعمد التقصير في كل ما يمت اليه.
لم يكن العنصر البشري وحده السبب في تعطيل التنمية، اذ ان الثورة العلمية الرابعة عمقت الفجوة بحيث غير الصراع الطبقي مجراه من المستوى العمودي الى افقي، فاكتفت الطبقات الدنيا بإقبار طاقاتها ونسف إمكانيات بالاستسلام للجهل والغباء.
من الواجب على كل صحفي مهني ان يرسم أهدافا في خدمة الانسان دون المجال، بطرق عديدة ومتنوعة.
قد لا نرمي من هده انتقاداتنا هده، رمي اللوم على جهة معينة، فالتقصير في تكريس ثقافة الالهاء مسؤولية يتقاسمها المجتمع المدني بأشكال متفاوتة، فكل مواطن اما متهم بالهاء الشعب عن الأساسي، واخر مسؤول على تكريس ضيق التفكير، واقباراي عملية ابداع او اجتهاد، وتغييب الشباب عن فرص استثمار حقيقي للإمكانيات التقنية كثورة المعلوميات والذكاء الصناعي
الا ان الاستثمار الحقيقي لهذه الامكانيات يقتضي توفر شروط أولا وعوامل قد نجد تفسيرا لها في بعض الأسباب المحتملة
– قد لا نختلف في وجود ارتباك في النظام التعليمي بحيث يفتقد الاستثمار الحقيقي و تنعدم فرص التعليم والموارد اللازمة لتربية الشباب على حس الاكتشاف العلمي، فهدا التغييب لتنمية مهارات المتلقي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لا يمكن اعتباره الا متعمدا.
كما ان اجهاض الفرص الاقتصادية المتاحة للشباب في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. وانعدام أي تحفيز، والاستثمار في مجالات تتطلب هذه المهارات، لدلك تضيع فرص توظيف مهارات وقدرات جيل الشباب، من هنا يجد الشاب صعوبة في الانخراط وتطوير قدراته وبالتالي يصبح تائها تتلقفه خيارات واهتمامات وقد تجدبه أولويات أخرى غالبا ما متجاوزة أحيانا عمليا.
هده الأسباب تتوجها الندرة في الوعي وسيادة ثقافة الانحراف والعنف، خصوصا ادا لم تركز عناصر هدا المجتمع على فوائد وإمكانات هذه التكنولوجيات وتشجيع الشباب على استكشاف خباياها وتوفير هذه البيئة المناسبة لتحقيق التطور والازدهار في هذا المجال.
فحين يفقد للتعليم الوظيفة التاطيرية وخصوصيته المحلية، تستحيل رسوه على ضفة معينة، فالتكنولوجيا المتقدمة تفترض جراءة في تضمين المدارس والجامعات لمقررات تعليمية تشجع على التفكير والابتكار مع توفير تكوينات نظرية وتطبيقية واوراش عمل تجذب الطلاب للانخراط في تطوير المهارات.
من اللازم ان يتوافق هدا مع وجود مدارس وجامعات مجهزة، توفر بنية تحتية تكنولوجية لتمكين الطلاب من الوصول إلى المعرفة والأدوات اللازمة لتطوير مهارات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الحوسبة السحابية والإنترنت عالي السرعة.
بالإضافة الى انفتاح المدارس والجامعات على محيطها بتعزيز تعاون مثمر بين هده المؤسسات العلمية والشركات ومؤسسات خاصة او حكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر تنظيم برامج واعدة وشراكات تتيح للطلاب فرص العمل العملية مع توفير إمكانية الاستفادة والاحتكاك بالخبراء في الميدان
وتبقى حملات التوعوية والتثقيفية ليس في أوساط الشباب فحسب، بل في المجتمع ككل حول أهمية الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد والقومي له أهمية قصوى بتنظيم أبواب مفتوحة ومسابقات لزيادة الوعي ودلك لتشجيع الشباب على استكشاف هذا المجال.
فانخراط الدولة في توفير دعم للأبحاث والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء عبر المنح الدراسية أو الجوائز أو البرامج الممولة. يمكن أن تساعد هذه الدعم في تشجيع الشباب على المساهمة في تطوير تقنيات وتطبيقات جديدة في هذا المجال العلمي تستفيد منه بالموازاة قطاعات أخرى خدماتية وصناعية.
ان اتخاذ هذه الإجراءات هي خطوات جريئة، سوف تضمن تحسين نظام التعليم وتعزيز الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتشجيع الشباب على الاستثمار الحقيقي في تنمية العقل وتطويره.
فمتى تحضر هده الإرادة فنطلق الخطوة الأولى؟