اقتصاددوليمقالات واراء

فرنسا تلعب ورقة نشر خريطة المغرب كاملة ،للحصول على صفقات بالمملكة

محمد جرو/ مدير مكتب طانطان

مازالت تداعيات شد الحبل بين فرنسا والمغرب مستمرة ،رغم محاولات لرأب الصدع بزيارات الوزير الأول ووزير الداخلية للمغرب ،ودعوة الأمنيين المغاربة للمشاركة في تنظيم اولامبياد باريس صيف هذه السنة والحدث الأبرز دعوة ماكرون لأفراد العائلة الملكية لمأدبة بباريس ،تتغيا منها الدولة المستعمرة السابقة للمملكة ،الحصول على “كعكة” أو ربما أكثر ،خاصة صفقات البنيات التحتية في أفق مونديال 2030..

جديد لعبة السياسة الفرنسية بحسب مراقبين ،هو نشر خريطة المغرب كاملة بما فيها مناطق الصحراء المغربية بروبورطاج حول عمال زراعيين يشتغلون في جني الطماطم بمنطقة شتوكة ايت باها نشرته جريدة لوموند الفرنسية الذائعة الصيت .

جدير بالذكر أن الصحافة الفرنسية الرسمية كانت شنت هجوما كبيرا على المغرب بسبب عدم موافقة المملكة على العرض الفرنسي لتقديم المساعدات في عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال.

خطوة “لوموند” سبقتها وسائل إعلام فرنسية رسمية تمت قراءتها على أنها إشارة لاقتراب اعتراف باريس بمغربية الصحراء

ورأت وسائل إعلام فرنسية في عملية استثناء فرنسا من تقديم المساعدات على أنها “إهانة”، وعمدت إلى شن حملة شرسة على المغرب، لم يسلم منها العاهل المغربي الملك محمد السادس، ما يعكس وفق محللين مغاربة حجم الاستعلاء وتضخم الأنا اللذين يعاني منهما الإعلام الفرنسي.

وقال مراقبون إن إطلالة ماكرون، والرسالة التي وجهها للمغرب وأيضا لوسائل الإعلام الفرنسية، تعكس إحراجا كبيرا تعرض له جراء الهجمة المفتعلة، وهو الذي كان يأمل في كسر الجمود الحاصل في العلاقة مع الرباط.

وأضاف المراقبون أن وسائل الإعلام الفرنسية سقطت في فخ عدم المهنية، حينما سارعت إلى تسييس كارثة إنسانية، وحمّلتها أبعادا لا تحتمل. وأشار هؤلاء إلى أن الإعلام الفرنسي كان على مدار الفترة الماضية طرفا رئيسيا في استمرار حالة الفتور في العلاقة بين الطرفين، والتي انعكست في عدم تعيين سفيرين يمثلان البلدين بعد انتهاء مهمة السفيرين السابقين منذ أشهر.

ومن بين الصفقات التي “فلتت”من أيادي المستثمرين الفرنسيين ،هي صفقة القطار الفائق السرعة(القنيطرة مراكش )الذي ستنجزه شركة إسبانية ،وصفقة توسعة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ناهيك عن جل صفقات البنيات التحتية للمملكة، التي تسيل لعاب المستثمرين الفرنسيين ،والمملكة تسير بخطى مسرعة لانجاز كل المرافق الضرورية ،من طرق ومطارات وتجديد وتطوير وتمديد خطوط السكك الحديدية ، حتى تكون في موعد التنظيم الثلاثي لكأس العالم 2030 ، والذي يسبقه كأس أمم إفريقيا ديسمبر 2025 ويناير 2026 ، وعيون الفرنسيين ربما تتجه نحو هذا الإستحقاق القاري الذي فقدت فرنسا بها موطىء قدمها المتسم بنظرتها الإستعلائية تجاه مستعمراتها السابقة بالقارة السمراء ،التي زاد من سوادها قرارات الرئيس ماكرون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock