سماح عقيق/ مكتب مراكش
تواصل الصناعة العسكرية في المغرب تحقيق تقدم ملحوظ بفضل استقطابها لعدد من المصنعين والمستثمرين الدوليين البارزين، في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها التصنيعية وتنوع مصادر السلاح. تأتي هذه الخطوة ضمن مسعى المملكة لتصبح لاعباً رئيسياً في هذا القطاع الاستراتيجي.
وقد برز في الآونة الأخيرة حرص المغرب على تجاوز الشراكات التقليدية في مجال الدفاع، واتخاذ نهج استراتيجي يركز على توسيع قاعدة التصنيع المحلي عبر التعاون مع قوى صناعية عالمية.
وهذا التوجه تجلى بشكل واضح من خلال التقارير المتخصصة التي أفادت بأن شركة “تاتا أدفانس سيستمز” الهندية، المتخصصة في صناعة المركبات العسكرية، ستفتتح وحدة صناعية جديدة في المغرب.
أكملت الشركة الهندية جميع الإجراءات الإدارية لافتتاح المصنع الذي من المقرر إقامته في منطقة مخصصة للتصنيع العسكري.
ويأتي هذا في إطار اتفاق التعاون العسكري بين المغرب والهند، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات المغرب العسكرية وتوسيع قاعدة مستورديه للأسلحة في ظل توجه الهند لتحديث إنتاجها من الأسلحة وإدخال التكنولوجيا الحديثة.
تجدر الإشارة إلى أن الهند، التي أظهرت اهتماماً كبيراً بالتوسع في أسواق إفريقيا، بما في ذلك المغرب تعرض أحدث أسلحتها بما في ذلك المروحيات والطائرات المسيّرة وأنظمة الدفاع، بأسعار تنافسية مقارنة بالدول الكبرى في هذا المجال مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.
يفتح دخول شركة “تاتا” إلى السوق المغربية المجال أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع التصنيع العسكري، ويعزز استراتيجية المغرب الرامية إلى إقامة صناعة عسكرية محلية قوية.
ويستفيد المغرب من الإطار القانوني الميسر للاستثمار العسكري، الذي صادق عليه البرلمان المغربي، ما يسهم في جذب المزيد من الشركات الأجنبية.
من المتوقع أن يلعب مصنع “تاتا” دوراً مهماً في تطوير الصناعة العسكرية بالمغرب، من خلال تقديم خبرات متقدمة في صناعة المركبات والآليات العسكرية.
هذا التوسع يتماشى مع هدف المغرب في تعزيز قدراته الدفاعية وتصنيع قطع الغيار والذخائر، فضلاً عن التطلع إلى تصدير منتجاته العسكرية إلى السوق الإفريقية.