أفونير المصطفى/مدير مكتب بالدار البيضاء
تعتبر مدينة الرحمة من المدن التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وثقافة غنية، إلا أن الشوارع في الآونة الأخيرة أصبحت تشهد ظواهر غير مألوفة، تتمثل في تزايد أعداد الكلاب الضالة، وتراكم الأزبال، بالإضافة إلى وجود الحمير التي تجوب الطرق. هذه الظواهر ليست مجرد مشاهد عابرة، بل تعكس قضايا اجتماعية وبيئية تستدعي النظر والتفكير العميق.
تتواجد الكلاب الضالة في شوارع مدينة الرحمة بشكل ملحوظ، خاصةً أمام المستشفيات والمدارس، مما يثير القلق بين المواطنين. هذه الظاهرة تعكس عدة أسباب، منها زيادة عدد الكلاب التي تُترك في الشوارع بسبب الإهمال أو عدم الوعي بأهمية الرعاية الحيوانية. الكلاب الضالة تشكل خطرًا على الأطفال والمارة، بالإضافة إلى أنها قد تنقل الأمراض مما يشكل تهديدًا للصحة العامة.
أما بالنسبة للأزبال المتراكمة، فهي تمثل مشكلة بيئية تتطلب حلًا عاجلًا. تساهم الأزبال في تلوث البيئة وتدهور جودة الحياة، كما تؤدي إلى جذب الكلاب الضالة والحمير، مما يزيد من تفاقم المشكلة. إن عدم وجود نظام فعال لجمع النفايات وإدارة المخلفات يعد من العوامل الرئيسية التي تسهم في تفشي هذه الظاهرة.
أما الحمير، فهي حيوانات كانت تُستخدم في الأعمال الزراعية والنقل، ولكنها أصبحت تجوب الشوارع بشكل عشوائي. قد يعود الأمر إلى قلة الوعي بأهمية العناية بالحيوانات الأليفة، أو إلى تراجع النشاط الزراعي الذي كان يعتمد عليها. وجود الحمير في الشوارع يشير إلى ضعف التنظيم والتخطيط في المدينة، وقد يؤدي إلى حوادث مرورية خطيرة.
تعتبر ظاهرة الكلاب الضالة والأزبال المتراكمة والحمير في شوارع مدينة الرحمة من القضايا التي تتطلب اهتمامًا خاصًا من قبل السلطات المحلية والمجتمع. من الضروري وضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه المشاكل، من خلال تعزيز الوعي بأهمية الرعاية الحيوانية، وتحسين نظام إدارة النفايات، وتطبيق قوانين تنظيمية للحفاظ على النظام العام في المدينة. إن العمل الجماعي والتعاون بين جميع الأطراف هو السبيل لتحقيق بيئة صحية وآمنة للجميع