أخباردولي

نيوزويك” الأمريكية تكشف أبعاد الزيارة القصيرة للرئيس الصيني إلى المغرب

هيئة التحرير

أثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى المغرب، والتي كانت محطة قصيرة وغير متوقعة ضمن طريق عودته من قمة مجموعة العشرين بالبرازيل، جدلاً واسعاً وتحليلات متعددة خاصة في الأوساط الغربية.

زيارة شي إلى المغرب، التي حظي خلالها باستقبال رسمي من ولي العهد الأمير مولاي الحسن ورئيس الحكومة، سلطت الضوء على العلاقات المتنامية بين بكين والرباط والدور المتزايد للمغرب كجسر اقتصادي واستراتيجي.

وبحسب مقال نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، يرى المحلل جوردون ج. تشانغ أن اختيار المغرب كمحطة توقف يعكس طموحات الصين في تعزيز حضورها في المنطقة.

وأوضح تشانغ أن المغرب يمثل بوابة خلفية للصين نحو الأسواق العالمية، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي واتفاقياته التجارية الهامة، مثل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة منذ عام 2006 واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

كما أن عضوية المغرب في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تزيد من جاذبيته بالنسبة للصين التي تسعى لتعزيز نفوذها التجاري في القارة.

وأشار المقال إلى أن الصين لا تكتفي بالتركيز على التجارة فقط، بل تعمل على الاستثمار في البنية التحتية والصناعة داخل المغرب. ففي عام 2024 وحده، التزمت خمس شركات صينية باستثمار أكثر من 4 مليارات دولار لبناء مصانع لإنتاج البطاريات ومكونات السيارات الكهربائية.

ومن بين هذه المشاريع، مصنع بقيمة 1.3 مليار دولار من قبل شركة Gotion High-tech، من المتوقع أن يبدأ الإنتاج فيه بحلول عام 2026. كما أعلنت شركات صينية أخرى مثل Hailiang وShinzoom عن خطط مماثلة لتعزيز حضورها في المغرب.

من جهة أخرى، يرى محللون أن للصين طموحات استراتيجية تتجاوز التجارة والاستثمارات. فبحسب التقرير، يطمح الرئيس شي جين بينغ إلى السيطرة على التدفقات البحرية العالمية، حيث يشكل المغرب عنصراً مهماً في مبادرة الحزام والطريق بفضل موقعه المطل على مضيق جبل طارق، الذي يُعتبر بوابة استراتيجية بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

ويرى التقرير أن بكين تسعى لجعل المغرب حجر الزاوية في خطتها لتعزيز نفوذها في المنطقة.

ويسعى المغرب إلى الاستفادة من هذا الوضع لتعزيز مكانته كمركز استراتيجي للصين، وهو ما يجعله في صلب التنافس الدولي بين القوى الكبرى. وتختتم مجلة “نيوزويك” مقالها بالإشارة إلى أن هذه الشراكة المتنامية بين بكين والرباط قد تشكل نموذجاً جديداً للعلاقات الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock