عصر التفاهة
نورالدين بن شقرون/ مكتب مراكش
يَا قَوْم ،اسْمَعُوا لِكَلَامِي الْآن
قَبْلَ أَنْ يَطَالَهُ النِّسْيَان
وَيَتِيهُ فِي مَتَاهَاتِ الدُّرُوبْ
ارْتَأَيْت أَنَّهُ آنَ الْأَوَان
لِلِانْتِفَاضَةِ عَلَى الشَّيْطَانِ
فَكَفَانَا مَا اقْتَرَفْنَاهُ مِنْ ذُنُوب
يَا قَوْم ، لَقَدْ فقد فِينَا الْإِنْسَان
وَأَصْبَحَ فِي خَبَر كَانَ
مُسْتَعْبَد وَلِلِارَادَةِ مَسْلُوب
اَلْحشْمَةُ أَضْحَتْ بِلَا عُنْوَان
وَالْأَلْسنَةُ أُطْلِقَ لَهَا الْعِنَان
أَمَّا التَّفَاهَةُ فَتَصُولُ وَتَجُول
فَقَدْنَا عَادَة لَجم اللِّسَان
وَالْكَلَام الْمَوْضُوع فِي الْمِيزَان
لَئْلًا يَجْرَح الْقُلُوب
كَانَتْ لَنَا بَرَاءَةُ الصِّبْيَان
غَنِّينَا وَفَقِيرُنَا فَرْحَان
رَاضِين بِالْقِسْمَةِ وَالْمَكْتُوب
الْيَوْمَ نَرْكَبُ سَفِينَةً بِلَا رُبَّان
عَلَى مَتْنِهَا الْكَرَاهِيَةُ بِالْمَجَّان
سَفِينَةُ الِاقْتِتَالِ وَالْحُرُوب
مَسَاجِدُنَا تَعِجُّ بِالْايَمَانِ
وَخَارِجهَا الْجَهْلُ بِالطُّوفَانِ
أَخْلَاقُنَا حَالُهَا مَعْطُوب
اَيْنَ نَحْنُ مِنْ سِيرَةِ الْعَدْنَان ؟
خلقُ وُجُود وَاحْسَان
الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمَحْبُوب
رجَاءُنَا فِي رَبِّ الْأَكْوَان
اَنْ يُبْعِدَنَا عَنْ طَرِيقِ الْخُسْرَان
وَيُحَقِّق لَنَا الْمَطْلُوب
مراكش: 2024/12/22