مداهمة مستودعات سرية ببوسكورة وحجز زيوت مغشوشة ومواد غذائية فاسدة

في عملية أمنية نوعية، تمكنت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببوسكورة، بتنسيق مع القيادة الجهوية بالدار البيضاء، من مداهمة خمسة مستودعات سرية تُستخدم في تصنيع وترويج زيوت مغشوشة. وكشفت التحريات أن هذه المستودعات كانت تعمل كمصانع غير قانونية لإعادة تدوير زيت المائدة بخلطه بمواد كيميائية ليصبح شبيها بزيت الزيتون، بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة، خصوصًا مع ارتفاع أسعار “الزيت البلدية”.
وجاءت هذه العملية الناجحة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بعد جمع معلومات دقيقة حول أنشطة مشبوهة داخل هذه المستودعات. وأسفرت عمليات التفتيش عن ضبط عشرات الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة، من بينها كميات كبيرة من التمور غير الصالحة للاستهلاك، إلى جانب توابل ومواد أخرى كانت معدة للترويج خلال شهر رمضان. كما تم حجز معدات خاصة بتصنيع الزيوت المغشوشة، وقوارير معدة للتوزيع، إضافة إلى مواد كيميائية تُستخدم في تغيير اللون والرائحة لجعل الزيت يبدو ذا جودة عالية.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها كانت تعتمد على شراء زيت المائدة المستعمل وغير الصالح للاستهلاك، وإعادة تدويره وبيعه على أنه “زيت بلدية”. وتم توقيف زعيم الشبكة واثنين من معاونيه، فيما تستمر التحقيقات بإشراف النيابة العامة لتحديد باقي المتورطين، كما تم التنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” لإجراء تحاليل مخبرية على الزيوت المحجوزة.
وقد أمرت النيابة العامة بوضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، مع استمرار الأبحاث لإلقاء القبض على باقي المتورطين. ولقيت هذه العملية إشادة واسعة من قبل المواطنين وهيئات المجتمع المدني، باعتبارها خطوة هامة في محاربة الغش التجاري وحماية صحة المستهلكين.