
خالد مستعيد/مكتب حد السوالم
شهدت منطقة البراهمة، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة السوالم الطريفية بإقليم برشيد، مساء اليوم الجمعة 14 مارس، وقبيل وقت الإفطار، اندلاع حريق مهول داخل أحد المستودعات المتخصصة في إنتاج المناديل الورقية (كلينيكس). وقد تسبب الحريق في حالة من الهلع والخوف وسط سكان المنطقة والعاملين بالمصنع، نظرًا لقوته وسرعة انتشاره.
تفاصيل الحادث بدأت ألسنة اللهب في الارتفاع بشكل مفاجئ داخل المستودع، حيث التهمت النيران أجزاءً كبيرة من المصنع، مما أدى إلى تصاعد دخان كثيف شوهد من مسافات بعيدة. ومع اشتداد ألسنة اللهب، أصبحت السيطرة على الحريق أمرًا صعبًا، خاصة مع طبيعة المواد القابلة للاشتعال المخزنة داخل المستودع، والتي زادت من سرعة انتشار النيران.
وأفادت مصادر محلية بأن الحريق تسبب في خسائر مادية جسيمة، حيث التهمت النيران معظم المعدات والمواد الأولية المستخدمة في صناعة المناديل الورقية، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمصنع. ولم تُسجَّل، حتى اللحظة، أي خسائر بشرية، وهو ما يعد الجانب الإيجابي الوحيد في هذه الكارثة.
وفي سياق متصل فور تلقيهم إشعارًا باندلاع الحريق، هرعت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية، مدعومة بعناصر من السلطات المحلية، وعلى رأسها قائد قيادة السوالم الطريفية، إضافة إلى القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي وأعوان السلطة.
وسارعت فرق الإطفاء إلى محاولة السيطرة على الحريق وإخماده، مستخدمة سيارات الإطفاء والمعدات اللازمة لمواجهة ألسنة اللهب. وبذلت عناصر الوقاية المدنية مجهودات كبيرة لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المستودعات المجاورة أو المناطق السكنية القريبة. واستمرت عمليات الإطفاء لساعات طويلة ومزالت ، نظرًا لشدة الحريق وطبيعة المواد المشتعلة التي غذت اللهب بشكل كبير.
حتى هذه اللحظة، لا تزال الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذا الحريق غير معروفة، حيث لم يتم بعد تحديد ما إذا كان الحادث ناتجًا عن تماس كهربائي، أو تسرب في أحد الأجهزة، أو وجود مواد قابلة للاشتعال بطريقة غير آمنة داخل المصنع.
ومن المنتظر أن تفتح السلطات المختصة تحقيقًا معمقًا في الحادث، بهدف الكشف عن أسبابه وتحديد المسؤوليات، خصوصًا أن مثل هذه الحرائق قد تتسبب في كوارث أكبر إذا لم يتم اتخاذ تدابير السلامة اللازمة داخل المصانع والمستودعات.
ويطالب العديد من المهتمين بضرورة تشديد الرقابة على المصانع، والتأكد من التزامها بمعايير السلامة، لتفادي وقوع كوارث مماثلة قد تؤدي إلى خسائر أكبر في الأرواح والممتلكات.
وفي الختام انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، يبقى هذا الحادث جرس إنذار جديد يستدعي تكثيف الجهود لضمان بيئة عمل آمنة في المنشآت الصناعية، تجنبًا لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلاً.